مؤتمر حول الإسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمّان
المدينة نيوز :- تناولت الجلسة الاولى لمؤتمر "الإسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمّان" التي رأسها رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشيخ عبدالله بن بيه،التحديات التي تواجه الدين الاسلامي الحنيف والامة الاسلامية.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالسلام العبادي، إن المؤتمر يبحث من خلال 35 بحثاً وورقة عمل كيفية التصدي للتحديات التي تواجه الدين الإسلامي الحنيف والأمة الإسلامية، لافتا إلى أن الجهل بأحكام الإسلام أبرز تلك التحديات.
واضاف الدكتور العبادي ان الغلو والتطرف سمة غريبة عن مباديء الاسلام التي تقوم على الوسطية والتسامح والتعايش واحترام المواثيق والعهود مبنيا أهمية التعريف بالارهاب وعدم الخلط بين الارهاب الاجرامي والمقاومة المشروعة.
وأكد حرص الاردن وقيادته على توضيح حقيقة الاسلام من خلال اصدار رسالة عمان ونشرها محليا ودوليا حيث اشارت الى أن الدعوة قدست كرامة الإنسان، وأوجبت الالتزام بمكارم الأخلاق، والالتزام بمبادئ سياسة العدالة والوفاء، واوجبت الجهاد الرادع للعدوان، وأن الإسلام ينبذ التطرف والإرهاب.
وأشار الى أهمية التبني الواعي لحوار الحضارات والاديان حيث يقدم ذلك الفرصة للمسلمين لتقديم الصورة الازهى والابهى عن الاسلام والمسلمين مبينا ان تعزيز حوار الحضارات والاديان من شانه ان يمد جسور التفاهم والتعاون بين اتباعها اضافة الى دفع التنمية الانسانية الشاملة خطوات كبيرة الى الامام.
وقال فضيلة الدكتور يحيى البطوش ان تصحيح المفاهيم المغلوطة وازالة الالتباس عن بعض القضايا الشرعية الكبرى هو من الاهمية بمكان حيث تناول المفاهيم الصحيحة لمجموعة من القضايا الشرعية ومحاولة ازالة ما اكتنفها من مفاهيم مغلوطة مثل قضايا الجهاد والبراء والحاكمية والتكفير والجراة على الفتوى والخلافة .
واقترح الدكتور البطوش تشكيل لجنة من علماء الشريعة مهمتها ان ترصد المفاهيم المغلوطة وان تبادر الى تصحيحها والعمل على التوعية المستمرة بخطورة الافتاء بغير علم وتخصيص قنوات اعلامية للتوعية في القضايا الشرعية الكبرى وعمل موسوعة تحتوى على كل الدراسات المتعلقة بتصحيح المفاهيم بحيث يسهل الرجوع اليها اضافة الى تخصيص مساقات دراسية في كليات الشريعة تختص في تصحيح المفاهيم المغلوطة.
وتناول الدكتور عليان الجالودي الارهاب وصلته بالعولمة وموقف الاسلام منه حيث قام بالتعريف بظاهرة الارهاب وصلته بالغلو والتطرف وموقف الاسلام منه والجهود المبذولة في مكافحته وتسليط الضوء على جهود الاردن في التصدي للارهاب والتنبيه للاخطار الناجمة عنه .
واكد الدكتور الجالودي اهمية ترسيخ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية واحترام التعدد الثقافي والاثني الديني في العالم العربي والاسلامي بانها كفيلة بتجسير الفجوة وتجفيف منابع الارهاب.
ولفتت الدكتورة هيام الزيدانيين السعودي الى أهمية المسارعة في علاج ظاهرة الارهاب الدخيلة على الدين الاسلامي الحنيف وان الاسلام دين صالح لكل مكان وزمان وفيه علاج امثل لظاهرة الارهاب لاستئصالها من جذورها مما يعود بالنفع على البلاد والعباد مشيرة الى اهمية انشاء مشروعات اقتصادية للقضاء على اهم مسببات الارهاب وهو البطالة اضافة الى وجود فراغ فكري لدى الشباب.
وتناول الدكتور هاني الطعيمات الاسلام والارهاب المعاصر في ظل رسالة عمان حيث تناول المقاربة بين رسالة عمان والمشروع الحضاري الماليزي والتي كانت في وقت متقارب وفي مناخ تميز بهجمة شرسة على الاسلام ,حيث جاء المشروعان بهدف تقديم الاسلام بمنظور حضاري يشتمل على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويلبي حاجات الروح والبدن والعقل ويعالج قضايا الفرد والجماعة والدولة.
من جهتها، تناولت عميد البحث العلمي في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتورة هناء الحنيطي الارهاب قراءة مفاهمية معاصرة في الاسباب وطرق العلاج مبينة ان الارهاب بات يشكل ظاهرة اجتماعية معقدة تختلط فيها المفاهيم وتتنوع الرؤى وتتسع الفجوة لمزيد من الاجتهاد والتفسير .
واشارت الدكتورة الحنيطي الى خطورة ظاهرة الارهاب وانها تعد اقوى المعاول التي تطيح بالاستقرار الاجتماعي وعلى نحو يهدد بوجود صراعات وفتن داخلية مما يتسبب في احداث اضطرابات خطيرة تنعكس بقوة على القطاعات الاخرى وخاصة الامنية منها .
يذكر ان مؤتمر"الإسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمّان" الذي تستمر أعماله لمدة ثلاثة أيام متواصلة، كنتاج عن مؤتمر "الإسلام حضارة وسلام في ظلال رسالة عمّان"، الذي عقد في العاصمة الإندونيسية جاكارتا عام 2013، وصدر عنه كتاب يحتوي أبرز مضامين المؤتمر.
--(بترا)