المدينة نيوز :- تعتبر مرحلة البدايات في حياة كل فنان من المحطات التي لا تنسى، وتبقى ذكراها متجذّرة في داخله رغم مرور السنين، وكثيرٌ من النجوم لا يتمالكون أنفسهم ولا يسيطرون على مشاعرهم عند تذكّر تلك المرحلة، فيذرفون دموعاً تعبّر عن حالة الانتصار على المصاعب في الطريق الطويل إلى الشهرة، ومقاومة اليأس، وتقديم التضحيات حتى الوصول إلى ما هم عليه اليوم. وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز البدايات لعدد من النجوم.
عادل إمام انتقم من الجوع
قد لا يصدّق أحدٌ أن النجم الذي رسم البسمة على شفاه ملايين الأشخاص في العالم كان يذهب إلى مدرسته بملابس بالية تثير ضحك زملائه حتى أصبح فقره مادة للتندر عليه، ولكنه استطاع أن يحوّل تلك المأساة إلى كوميديا. وقد لا يصدّق أحدٌ أيضاً أنه تردّد في التقدّم لخطوبة زوجته الحالية عندما كان شاباً، لأنه لم يكن يملك ثمن "الشبكة" الأمر الذي دفعه إلى البكاء والابتعاد عن منزلها عاماً كاملاً، إلا أن حبّها له كان الدافع لعودته من جديد ليتقدّم لخطوبتها فقبلت به رغم فقره.
عادل إمام الذي باتت صورته اليوم تجلب الملايين عاش في حي فقير، ووالده كان موظفاً برتبة بسيطة في الشرطة، وكان قاسياً عليه، وفي نفس الوقت يخشى عليه كأي أب محافظ. وعندما يعود بالذاكرة إلى الوراء، يذكر أنه في يوم من الأيام لم يكن في جيبه مال للحصول على قطعة شوكولا شاهدها في محل تجاري، وبعد أن أشبع نظره منها مضى كاتماً رغبته. دخوله إلى كلية الزراعة، كان نقطة التحوّل الجوهرية في حياته فمن خلال المسرح الجامعي بدأت تتشكّل موهبته. وفي السبعينيات عرفه المصريون والعرب في سلسلة من الأفلام من أهمها "البحث عن فضيحة"، و"رجب فوق صفيح ساخن"، ثم واصل السير إلى أن تربّع على عرش الكوميديا بأكثر من 120 فيلماً سينمائياً، محقّقاً من خلالها ثروة طائلة.
أحلام وفاتورة الكهرباء
الفنانة أحلام التي تعتبر من أثرى الفنانين والفنانات العرب حالياً، وملأت الدنيا وشغلت الوسط الفني بتصريحاتها الرنّانة، ذكرت في حديث أنها قبل أن تدخل الوسط الفني لتسجيل أول أغنية، كان التيار الكهربائي "مقطوعاً" عن منزل أسرتها في البحرين لعدم امتلاكها ثمن تسديد الفاتورة، عندها اتّخذت قراراً تاريخياً بالنسبة إليها بإكمال مسيرة والدها الفنان الراحل علي الشامسي.
ورغم حياة البذخ التي تعيشها اليوم، وارتداء أفخم الحلي والماركات، إلا أن الجانب الإنساني في حياة أحلام له مكانة خاصة، يقول زوجها مبارك الهاجري: "من الممكن عندما تسير أحلام في الطريق، وتشاهد فقيراً ظروفه صعبة، أن تتوقّف وتحاول مواساته وتعطيه كل ما يتوفّر في يدها من مال... هي عاطفية جداً". ومؤخراً تبرّعت أحلام براتب شهري مدى الحياة لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودشّنت حملة لمساعدة الفقراء في فصل الشتاء.
كاظم يبيع المثلجات على عربة
أما "قيصر الأغنية العربية" كاظم الساهر فحاله لم يختلف عن سابقيه، فقد عمل في صغره في بيع "المثلجات" على عربة، ومن ثم جلس على الأرصفة يبيع الكتب، وعندما بلغ 10 أعوام عمل في الصباغة والنسيج، وكانت والدته تشجّعه وإخوته على العمل. وعندما جمع مالاً اشترى "قيثارة" بـ 12 ديناراً، وهو من أسرة فقيرة انتقلت من الموصل إلى بغداد من أجل عمل والده الذي كان يكافح جل يومه من أجل إطعامهم دون أن يعلم أن ابنه الصغير سيصبح يوماً ما ذا شأن كبير في عالم الأغنية العربية.
عندما كبر الساهر عمل مدرساً للتاريخ، ولكنه ترك التدريس ليتفرّغ لفنه، يقول القيصر: "عندما كنت صغيراً، لا أنسى ذلك اليوم الذي جاء فيه مالك المنزل الذي كنا نسكنه ليهدّد والدي بالخروج وطردنا إلى الشارع، كنت حينها أختبئ خلف ستارة وأشاهد بأسى تعابير الحرج على وجه والدي".
هذه الظروف القاسية أثّرت في التشكيل الوجداني للساهر الذي بات يلقّب بـ "قيصر الأغنية العربية"، وربما يكون فقره هو السبب في إشعال شرارة الإبداع في داخله، ومَن يشاهد كاظم الثري اليوم قد يستغرب للوهلة الأولى من أنه يعيش حياة البسطاء في ملبسه وتنقّلاته.
عاصي الحشلاني في أكثر من مهنة
الفنان عاصي الحلاني لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب مثلما يتخيّل بعضهم، بل عاش طفولة صعبة. وفي مرحلة شبابه عمل في أكثر من مهنة من أجل توفير مصروفه، حيث كان يذهب إلى القرى من أجل قطف حبات "البطاطا" مع المزارعين، إضافة إلى عمله في فترة من الفترات نجاراً وبنّاءً، ثم بائع حلويات، وكان يدرك أن الحصول على رزقه من كسب يده أفضل من الارتهان للفقر، لا سيما أن عائلته مكوّنة من 13 أخاً وأختاً. نقطة التحوّل في حياته كانت بحصوله على الجائزة الفضية في "استوديو الفن" عن الألوان الفلكلورية، وأطلق أول ألبوماته في عام 1991 وحمل عنوان "بيتك قصر"، واليوم بعد أن تحوّلت حياته إلى الثراء يشارك في حملة المنظمة العالمية لمكافحة الفقر.
سيدتي