تناقض مصالح طهران وموسكو في سوريا وقصف إسرائيل لمطار دمشق

تم نشره الأحد 30 نيسان / أبريل 2017 12:47 صباحاً
تناقض مصالح طهران وموسكو في سوريا وقصف إسرائيل لمطار دمشق
د.فطين البداد

الهجوم الذي شنته طائرات إسرائيلية ليلة الخميس الفائت  على مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في مطار دمشق الدولي كشف بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الحزب ليس سوى أداة صدئة  ومجرد عواء في خواء ، إلا على السوريين واللبنانيين العزل ،  خاصة إذا علمنا بأنه سبق لحسن نصر الله أن توعد إسرائيل بأن أي قصف لسوريا سيواجه برد من الحزب ، وهو ما لم يحدث للمرة السبعين .

اللافت في القصف الأسرائيلي أنه وقع بواسطة طائرات حربية وليس بواسطة صواريخ كما حاول إعلام الممانعة ترويجه   ، والأهم، أنه وقع بينما كان وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان في موسكو ، مما أعطى انطباعا بأن الروس وافقوا سرا على الضربة الإسرائيلية، وإن كانوا شجبوها في العلن  .

ما لم يتحدث عنه الإعلام وكشفته مصادر دبلوماسية  ، هو أن زيارة ليبرمان المفاجئة حملت تحذيرا للإيرانيين ولحزب الله بأن هجومهم على القرى المحاذية للجولان للإستيلاء عليها من أيدي المعارضة لن يمر بسلام ، ليس دفاعا عن المعارضة ، بل لمنع الحزب والحرس الثوري من أن يكونوا على تماس مع إسرائيل في سوريا  ، وهو ما يخطط له الإيرانيون الآن وينفذونه من خلال هجومهم الذي بدأوه في الرابع والعشرين من نيسان ، الأمر الذي أشعر الأسرائيليين بالقلق فطار ليبرمان إلى موسكو لإيصال رسالة للإيرانيين عبر الروس بأن هجومهم خطير ، وهكذا كان ، حيث قامت طائرات إسرائيلية بقصف مخازن الأسلحة الضخمة التي كان حزب الله يخفيها في المطار في انتظار نقلها إلى قواعده سواء في لبنان أم في سوريا .

ولم يجئ القصف الإسرائيلي محرجا لإيران ولحزبها فقط الذي لم يرد ولو بقذيفة هاون ، بل كان محرجا أكثر للروس الذين أعلنوا قبل ساعات  من الهجوم بأن دفاعاتهم الجوية باتت تغطي كل سوريا ، وللخروج من هذا الحرج أوكلت وزارة الخارجية الروسية لسفير موسكو في بيروت مهمة شرح الأمر ، فقال لصحيفة الشرق الأوسط السبت ، إن مهمة الدفاع عن الأجواء السورية تعود للنظام نفسه وليس لروسيا ، وهو تصريح له وقعه الصادم بالتأكيد على النظام وحلفائه ، ومن هنا يتبين للمراقب حجم التناقض وتضارب المصالح بين موسكو وطهران في الملف السوري ، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا بأن تصريح لافروف خلال مؤتمره الصحفي مع عادل الجبير في موسكو قبل الضربة الأسرائيلية بيومين كان مقصودا حينما قال : بأن موسكو لا تنظر إلى حزب الله كمنظمة إرهابية ، وكأنه تحريض غير مباشر لإسرائيل للقيام بضربة ما ،  ولكن ليس وليبرمان في موسكو ، وهذا هو سبب الحرج الروسي .

 وعطفا على ما سبق ، فإن تشكيل إيران لما أطلقت عليه " لواء حماية جنوب دمشق " وهي القوات التي تقاتل الآن قوى المعارضة للسيطرة على القرى السورية المحاذية للجولان ، بل وإن المعركة الدائرة الآن هي معركة استباقية لخطوات قد تقدم عليها الإدارة الأمريكية من قبيل بدء الضغط الحقيقي على إيران في سوريا لسحب حرسها الثوري وميليشياتها وعلى رأسها حزب الله من هذا البلد ، وتريد طهران أن يكون لها أوراق قوة في أي مفاوضات قادمة بهذا الشأن ، وليس الأمر كما يتوهمه البعض من أنه تحد إيراني للرغبة الأمريكية أو الإسرائيلية .

 مخطئ حتى من الشيعة من يعتقد بأن وجود إيران في سوريا هو أمر إلهي من المهدي المنتظر خروجه من السرداب  ، فطهران - في النهاية ، مستعدة للقتال في اليمن حتى آخر يمني ، ومستعدة للقتال في لبنان حتى آخر لبناني ، وأيضا هي مستعدة للقتال في سوريا حتى آخر سوري .

 فتش عن المصالح والتناقضات في أي حركة بسوريا ، سواء من قبل النظام وحلفائه الكبار أم الصغار  ، أو من قبل إسرائيل وحلفائها من مختلف الأحجام والأوزان ،  وممن يدورون  في فلكها  سواء من المرئيين ، أم حتى  أولئك الذين يرتدون " طواقي الإخفاء " . 

 د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات