تزايد القلق في واشنطن من "تقلبات" ترامب

تم نشره الثلاثاء 02nd أيّار / مايو 2017 11:21 صباحاً
تزايد القلق في واشنطن من "تقلبات" ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

المدينة نيوز :- بدأت مرحلة ما بعد المئة يوم الأولى في رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإذا كان للممارسة المتواصلة من مؤشر، فإنه من المستبعد أن يتمايز اللاحق عن السابق في مسيرة إدارته. الاستمرار في التقلب يبدو السمة المرجحة للآتي منها، وربما بنتائج أخطر إلا إذا بقيت صمامات الأمان المتواجدة في مواقع مفصلية من إدارته (مثل نائبه مايك بانس ووزير الدفاع جيمس ماتيس)، قادرة على كبح واحتواء التخبّط الذي ما زال يميز رئاسته.

كما أن فريق ترامب التنفيذي في البيت الأبيض بدأ يلمّح إلى شعوره بالإرهاق جراء الضغوط التي يفرضها "وجوب التناغم السريع" مع تغريدات الرئيس المفاجئة والمتقلبة، الأمر الذي يؤدي إلى "صياغة القرارات في آخر لحظة، بحيث تأتي نصفية وغير مدروسة" على حد ما جاء في أحد التقارير، وفق مصادر داخلية.

ومن الأمثلة على ذلك، مسارعة البيت الأبيض أواخر الأسبوع الماضي، إلى طرح مشروع من صفحة واحدة لإصلاح قوانين الضرائب المكدّسة في حوالي 72 ألف صفحة، فقط لأن الرئيس أراد تسجيل مثل هذه الخطوة لتصويرها كإنجاز حصل ولو اسمياً في فترة المئة يوم، قبل نهايتها بـ48 ساعة.

وقد توالت مؤشرات الاستمرارية بصورة لافتة في اليومين الأخيرين، وبصورة أثارت الكثير من الاستغراب، ففي حديثه عن التوتر مع كوريا الشمالية، حذر ترامب من احتمال انفجار نزاع كبير جداً معها، ليعود بعد أقل من 48 ساعة إلى القول بأنه "يشرفه" أن يلتقي بالرئيس الكوري في الظرف المناسب. صيغة الشق الثاني من كلامه والمقطوعة عن السياق، أثارت الحيرة والقلق و وفق العربي الجديد.

كذلك، كان وقع دعوته للرئيس الفيلبيني رودريغو دوتيرتي، لزيارة واشنطن من دون التشاور مع وزارة الخارجية حسب ما قيل، وبالرغم من الاعتراضات السياسية خاصة في الكونغرس، على ممارسات الرئيس المذكور.

وكانت الدهشة أكبر، عندما أشار في إطار حديثه عن الحرب الأهلية الأميركية، إلى أن الرئيس أندرو جاكسون (1829 –1837) أزعجته تلك الحرب، وأنه كان بإمكانه الحيلولة دون وقوعها، لكن جاكسون المعجب به ترامب، كان قد رحل قبل 16 سنة من وقوع تلك الحرب عام 1861.

وختم الرئيس شطحاته المستغربة بتجديد اشتباكه مع الإعلام على جبهتين، وخلافاً للتقليد المعمول به، قاطع العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض، مساء السبت الماضي؛ تعبيراً عن نفوره من الصحافة على أشكالها، ما عدا قلة منها مثل شبكة "فوكس نيوز". وفي النهار ذاته، قطع مقابلة بصورة مفاجئة وشبه غاضبة مع شبكة "سي بي أس" وأعطى الإشارة للمراسل ليغادر القاعة اعتراضاً على سؤال وجهه إليه، بخصوص زعمه بأن سلفه باراك أوباما أوعز بالتجسس على اتصالاته أثناء الحملة الانتخابية.

إذن، ترامب ينبذ الصحافة لأنه يمقت النقد والتصويب، ولطالما وصفها بأنها "مزيفة" و "عدوة للشعب الأميركي". والاشتباك مع الإعلام جزء من معاركه التي فتحها مبكراً مع مؤسسات النظام، لم يسلم منها حتى القضاء وأجهزة الاستخبارات والنخب السياسية، إذ أعلن التمرد عليها منذ حملته الانتخابية، وبنى خطابه الهجومي ضدها على ركيزتين: أنه لا ينتمي إليها وأنه يعتزم إعادة صياغتها لتمكينها من ترجمة شعاريه ، "أميركا أولاً " و "استعادة مجد أميركا".

لكن بعد أشهر قليلة من رئاسته، اكتشف أن هذه المؤسسات أقوى منه، وأنه لا غنى له عنها لكن في ذات الوقت لا يتراجع عن خطابه ضدها، يوم السبت كرر وصفه للإعلام بأنه "مزور" وبعد يوم أعطى هذا الإعلام عدة مقابلات، وكتب مقالة في "واشنطن بوست".

وفي حين سبق أن طالب ترامب الكونغرس بتخصيص مليار ونصف مليار دولار، كدفعة أولى لبناء الجدار مع المكسيك، إلا أنّ الكونغرس تجاوزه، يوم الأحد، إذ توافق الجمهوريون والديمقراطيون على الشق من الموازنة، الذي يغطي تمويل النفقات الحكومية ولغاية آخر سبتمبر/أيلول المقبل، من دون أي تمويل للجدار.

كل هذه القفزات والمطبات الأخيرة كانت حديث الساعة في واشنطن وموضع تساؤلات منذ نهاية الأسبوع الماضي، والاعتقاد أنها ليست صدفة، بل هي نتاج نهج رئيس "آني"، كما وصفه أحدهم، و"ابن لحظته".

أحد كبار مستشاري بوش الابن، كارل روف، نصحه بالتغيير من خلال "خفض سقف" توقعاته وخطابه، كما بوجوب "انتظام ممارسته والتوقف عن التغريد بالتويتر"، لكن على الأقل حتى الآن، ما زال الرئيس على خطاه ودون تغيير.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات