عباءات سوداء وسواتر وسيارات محترقة على خط الجبهة شمال الرقة

تم نشره الخميس 04 أيّار / مايو 2017 11:40 صباحاً
عباءات سوداء وسواتر وسيارات محترقة على خط الجبهة شمال الرقة
عباءات سوداء وسواتر وسيارات محترقة شمال الرقة

المدينة نيوز :- على طول ساتر ترابي في قرية صغيرة شمال مدينة الرقة، تنتشر على الارض اقمشة سوداء اللون ليست سوى عبارة عن براقع وعباءات رمتها النساء الفارات من حكم تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.

في قرية مزرعة تشرين على بعد نحو 17 كيلومترا شمال مدينة الرقة، ينتشر مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية في نقطة تبعد كيلومترا واحدا فقط عن مناطق سيطرة الجهاديين على هذه الجبهة المحتدمة.

ويروي عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في المكان رؤيتهم لنساء نزحنّ من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية يرمين فور وصولهنّ إلى أوّل حاجز لتلك القوات نقابهن ولباسهن الأسود لتظهر من تحته العباءات الملونة.

ويقول عنصر قوات سوريا الديمقراطية لوكالة فرانس برس في المكان “غالبية النساء يرمين العباءات والبراقع فور وصولهن الينا، وبعضهن يدوس عليها، فهنّ يشعرن اخيرا بالأمان وبتخلصهنّ من داعش”.

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر معركة لاستعادة الرقة، وتقدمت في قرى وبلدات عدة في المحافظة. ومنذ بدء المعركة، فرّ آلاف المدنيين من المدينة وجوارها مجازفين بحياتهم.

في قرية كبش الشرقي المجاورة لمزرعة تشرين، يقول أحمد، وهو شاب في الثلاثينات من العمر وصل قبل يومين بعد فراره من مدينة الرقة، “غالبية المدنيين يريدون الفرار من الرقة، لكن عناصر داعش يمنعونهم، ويتخذون منهم دروعاً بشرية لحماية أنفسهم”.

ويضيف “عندما هربنا قبل يومين، كنا مجموعة وقتل داعش منا اثنين قنصاً”.

“انتحاريون وانغماسيون”

وينتشر مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية في مزرعة تشرين على طول خط التماس، يضعون السواتر الترابية فوق بعضها لحماية انفسهم من سيارات مفخخة قد يرسلها الجهاديون، ومن قناصة التنظيم المتطرف.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مقاتلين يعملون على ردم نفق حفره الجهاديون. ويشرح أحدهم “كان التنظيم يستخدم النفق لنقل المؤن والذخيرة لتفادي قصف طائرات التحالف الدولي”.

وفي مناطق متفرقة على طول خط الجبهة، من الممكن رؤية جثث قتلى التنظيم مرمية على الارض، وسيارات مدمرة على جوانب الطرق تشير إلى المعارك التي شهدتها المنطقة.

ويقول أحد عناصر قوات سوريا الديموقراطية “فقد مقاتلو التنظيم الى حد كبير القدرة على الدفاع″، مضيفا “لم تكن المعركة قاسية كثيراً”.

ويوضح “استطاعت طائرات التحالف القضاء على معظم عناصر التنظيم المتواجدين في هذه القرى، وآخرون تم قتلهم أثناء عمليات التمشيط”.

وأثناء تواجد فريق فرانس برس في قرية الحزيمة المجاورة، هبت عاصفة غبارية كبيرة أدت الى انعدام تام بالرؤية. وطلب عناصر قوات سوريا الديموقراطية من الصحافيين ان يعودوا أدراجهم خوفا من استغلال الجهاديين للعاصفة لتنفيذ هجوم.

وقال احد المقاتلين “نتخد تدابير دفاعية دائماً مع كل موجة مطر أو غبار، لأنهم عادة يهاجمون مواقعنا في تلك الظروف، ان بالانتحاريين او الانغماسيين”.

“لن تكون الا لأبنائها”

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء “حملة غضب الفرات” من قطع طرق إمداد للجهاديين إلى المدينة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.

وسيطرت خلال الايام الماضية على قرى عدة بينها مزرعة تشرين وكبش وحزيمة في اطار المرحلة الرابعة الهادفة الى طرد الجهاديين من ريف الرقة الشمالي. وباتت تبعد حاليا نحو 16 كيلومترا عن الرقة من الجهة الشمالية.

ويقول المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو إن العمل مستمر من أجل التوصل إلى تطويق كامل لمدينة الرقة، بعدها تبدأ المرحلة النهائية من الحملة العسكرية.

وقال “كلما اقتربت قواتنا من مدينة الرقة، كلما ازداد عدد المستشارين والعسكريين من قوات التحالف”.

وتنشر الولايات المتحدة حوالى 900 عنصر في سوريا لمساندة قوات سوريا الديمقراطية.

وقال القيادي في حملة “غضب الفرات” أحمد الحسن لفرانس برس “قاربت المرحلة الرابعة على تحقيق اهدافها”.

وأشار إلى أن “التحالف زوّد قيادة قوات سوريا الديمقراطية بأسلحة نوعية كالمدافع والدبابات والصواريخ المضادة للدروع (…) بهدف تسريع وتيرة معارك الرقة، وطرد داعش من معقله الرئيسي في سوريا”، مشددا على أن قوات سوريا الديمقراطية “تملك العدد الكافي لخوض معركة الرقة، ربما اكثر من الحاجة ايضا”.

وخلص إلى القول “الرقة لن تكون إلا لأبنائها”.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات