مؤتمر "حوكمة المناهج" يؤكد ضرورة إدارة منظومة التعليم العام

المدينة نيوز :- أوصى مؤتمر "حوكمة المناهج المدرسية العربية بين الواقع والمأمول" بالعمل على وضع دليل إجرائي لحوكمة المناهج، يتضمن المعايير الواجب إتباعها لإدارة منظومة التعليم العام، وضمان جودتها، وانسجامها مع التطورات العالمي في مجالات المعارف والعلوم النظرية والتطبيقية.
ودعا المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس حوكمة الجامعات العربية بالتعاون اتحاد الجامعات العربية وجامعة الشرق الأوسط الى تشكيل هيئات وطنية مستقلة في الأقطار العربية تتولى الإشراف على وضع المناهج الدراسية وتطويرها، مركزا على أهمية إدراج وصف تفصيلي لمفردات المنهج الوطني.
واستند المؤتمر في توصياته إلى الأبحاث العلمية التي تم عرضها في أربع جلسات عمل، والنقاشات والمداخلات حولها، وإلى الدراسات الاستقصائية "المرئية والمسموعة" التي تضمنت مقابلات مع طلبة المدارس من جميع الشرائح العمرية، ومع مدراء المدارس والمعلمين والمتخصصين وأولياء الأمور.
ودعا المشاركون إلى إنشاء مراكز وطنية للقياس والتقويم تتولى وضع الاختبارات على اختلاف أنواعها ومستوياتها، وتأهيل الممتحنين ومنحهم حق المزاولة للمهنة، ووضع برنامج وطني لإعداد المعلمين لمختلف المراحل وفق مبادئ الحوكمة وضمان الجودة، إلى جانب خطة شاملة للنهوض بالمعلّم من خلال التدريب والتأهيل، وتحسين ظروفه المعيشية.
ونادى المؤتمر بإنشاء هيئات مستقلة لاعتماد المدارس وإعادة النظر في النظام التربوي الحالي وخاصة فلسفة التعليم وإقامة مراكز مختصة بمعايير اللغة العربية تعمل على تحديد مستويات كل مرحلة من المراحل.
وأكد المؤتمرون ضرورة العمل على تعظيم القيم والمفاهيم الأخلاقية والفلسفية والانفتاح على الآخر في المناهج الدراسية وتضمين المناهج التوجهات الحديثة بعد إجراء دراسات مقارنة مرجعية والإطلاع على الممارسات الفضلى في الدول الأخرى خاصة المتقدمة منها.
وشددوا على أهمية وضع آليات لإشراك الشركاء (أصحاب المصالح) للتعرف على مقترحاتهم، ووجهات نظرهم حول العملية التعليمية، وخاصة أولياء الأمور والطلبة أنفسهم، سواء ما يتعلق بالبيئة التعليمية أو الحقيبة والواجبات المدرسية أو المفاهيم التربوية.
وقال الأمين العام لمجلس حوكمة الجامعات العربية الدكتور يعقوب ناصر الدين أن المؤتمر ثمن عاليا الدور الكبير الذي يضطلع به جلالة الملك عبد الله الثاني، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية من أجل النهوض بواقع التعليم على المستويين الوطني والقومي.
ودعاً وزارات التربية والتعليم والهيئات المعنية في البلاد العربية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه تنفيذ قرار القمة العربية الثامنة والعشرين، الذي أكد ضرورة العمل على إحداث تطوير نوعي في مناهج التعليم، خصوصاً المناهج العلمية، لضمان أن يتمتع الخريجون بالمعرفة والمهارات العالية التي تتيح لهم الإسهام في دفع عملية التنمية، وتحقيق النهضة العربية الشاملة وتطوير التعليم وتحسين مناهجه وأدواته وآلياته.
وأكد أن الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك وثيقة مهمة يمكن اعتمادها أساساً لعملية مراجعة شاملة لواقع التعليم من أجل وضع قواعد جديدة لإصلاح منظومة التعليم على المستوى العربي أيضاً، ذلك أن واقع التعليم في البلاد العربية متشابه إلى حد بعيد، مشيرا الى أن تلك المراجعة المطلوبة أصبحت حالة دولية فرضتها التطورات المعاصرة على إثر ثورة الاتصالات والمعلومات واتساع المعرفة ووسائلها المتاحة للجميع، الأمر الذي يتطلب تغييراً جذرياً في خطط التعليم والتدريس وأهدافه ليكون قادراً على فتح آفاق التفكير والتجريب والإبداع.
--(بترا)