خالد محادين يكتب : الاعتذار لا يعيب السياسي إذا أخطأ

تم نشره الجمعة 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 10:41 مساءً
خالد محادين يكتب : الاعتذار لا يعيب السياسي إذا أخطأ

المدينة نيوز- لا أدري من أين أبدأ؟ فما حدث أمر مؤسف والكتابة عنه وفيه أمر أكثر مدعاة للأسف، ولأنه ما من احد لا يخطىء فإن خطأ كبار السياسيين وكبار المفكرين وكبار القادة يبدأ بنقطة ماء ثم يكبر فيصير بحيرة او بحرا ما لم يتم تداركه بالتفسير أو الاعتذار أو حتى طلب الصفح، وقد انتظرت مثل كثيرين ان يقدم الباشا عبدالهادي المجالي على تفسير ما قاله في لقائه مع فضائية جوسات الأردنية، يمكن ان يقنع ويمكن الا يقنع، أو ان يعتذر عما رأيناه خطأ كبيرا وقع فيه، ولما لم يفعل هذا أو ذاك وجدت نفسي مدفوعا للكتابة شجعني عليها رسالة الدكتور والسياسي والخبير والمثقف المسلم المسيحي الاردني العربي منذر حدادين، الذي اعتبره ويعتبره كثيرون موسوعة تمشي على قدمين ومرجعية في الكثير من الشؤون والشجون والقضايا، وهي الرسالة التي وجهها للباشا عبدالهادي المجالي وأكدت ردود الفعل عليها أننا شعب عروبي واننا أسرة واحدة وأن ما يجمعنا لا يسمح لأي امر ان يفرقنا او يزرع بيننا فتنة طائفية او اقليمية.
وجاءت الرسالة في بنائها ومضمونها قطعة من البلاغة والوعي وحسن المخاطبة والمجادلة التي هي ما نبحث عنه ونفتقده احيانا فيما بيننا لأسباب لا علاقة لنا بها.
وأعترف في البداية انني كنت سأختار لهذه المقالة عنوانا غير هذا الموضوع اعلاها يجيء بكلمات قليلة تقول (حيرتنا يا باشا) ولأنني افترض في الاخرين حسن النية حتى وان خانهم التعبير، فانني اتمنى لكي اتيقن من حسن النية هذا ان تعقب خيانة التعبير كلمات اعتذار، فالاعتذار لا يعيب السياسي ولكن صمته امام ما اخطأ فيه يظل يطرح تساؤلات كثيرة لا نحب ان نقف عندها ونحن نتحدث عن الحوار الذي اجرته الاعلامية المبدعة والشجاعة الدكتورة رولا الحروب على شاشة فضائية جو سات..
بداية سأتوقف عند مسألة قد تبدو شكلية تتعلق بهذا الحوار، حيث اتصلت بي هذه الفضائية لتسألني عن امكانية المشاركة في الحوار مع الباشا من منزلي وخارج الاستوديو فاعتذرت لأنني لا ارى مناسبا ان يكون الباشا امام الات التصوير وان اكون خلفها وعبر الهاتف وعرفت ان عبدالهادي باشا اعتذر عن ان يشاركه احد في الحوار، ولم أفهم السبب ولم أر فيه عدم ثقة من الباشا بنفسه او عدم احترام للاخرين من قبله، خاصة وان الموضوع يتعلق بحوار فكري وسياسي يخلو من الرتبة العسكرية، لان بعض من اتصلت معهم القناة للمشاركة عبر الهاتف هم في سوية الباشا وعيا ومناصب وقدرة على الحوار وتأدبا ايضا، وان مسألة الناس مقامات تنفع في كل مكان الا في حوار فكري وسياسي واعرف على الاقل ثلاثة او اربعة اشخاص اتخذوا ذات الموقف الذي اتخذه الدكتور والنائب السابق والوزير السابق وامين عمان الكبرى السابق ممدوح العبادي وكاتب هذه المقالة.
مصدر حيرتي وربما حيرة البعض ان معالي الباشا المجالي وضع شرطا على اختيار رئيس الوزراء ليس واردا في الدستور، بل بدا ودون قصد منه رفضه لممارسة جلالة الملك لحقه الدستوري في تكليف من يشاء بتشكيل الحكومة اذا كان مواطنا اردنيا، وليس مهما أن يكون مسلما او مسيحيا ومن اصول ومنابت اردنية او غير اردنية، وهذا الامر جعل من خطأ الباشا خطأ كبيرا يستوجب التفسير والاعتذار والامران لا يسيئان اليه ولا يعيبانه من قريب او بعيد، وعلى امتداد السنوات الاخيرة ظل موقف الباشا من الاسلاميين او الحركة الاسلامية موقف من يناصبهم العداء ويسعى الى منع او تقليل تمثيلهم من مقاعد مجلس النواب، من هنا لا يمكن اتهامه بأية طائفية، اذا ان موقفه من الاسلاميين القديم المستمر وموقفه من تولي الاخوة المسيحيين رئاسة الوزراء موقف ينأى به عن الطائفية البغيضة النتنه، بل انني اعتقد ان عداءه للحركة الاسلامية وللاسلاميين يتجاوز ما قاله عن رفضه تولي (الاقلية) المسيحية حكم (الاغلبية) الاسلامية وكأن تولي مسيحي رئاسة الوزراء مسألة تتعلق بالحكم، وهذا امر غير وارد.
ومن الاخطاء التي وقع فيها الباشا في رده على سؤال يتعلق باحداث جامعة اليرموك هو اتهامه للطلبة بانهم فتكوا ببعضهم البعض، وكأن قوات الامن التي كانت تحت قيادته لم تقتحم حرم الجامعة ساعة السحور ولم تفتك بطالبات كن يتناولن سحورهن، او كأن ما حدث ان الطلاب والطالبات تدافعوا لا ادري الى ماذا تدافعوا او انهم كانوا يفرون من قنابل الغاز وبساطير الامن وهراواتهم فاستشهد من استشهد منهم وحمل تقرير اللجنة الوزارية (من بين اعضائها كان المرحوم ذوقان الهنداوي واطال الله في عمره الاستاذ الدكتور ناصر الدين الاسد) حمل التقرير قوات الامن كامل المسؤولية عن ذبح الطلبة فوق طعامهم وكتبهم وكراسات محاضراتهم، ومن الاخطاء التي وقع فيها الجنرال عبدالهادي باشا هو رفضه الاعتراف بانه قدم شكوى ضدي لدى المحاكم الاردنية بسبب مقالة عن سوء اداء مجلس النواب السابق وكثرة امتيازات اعضائه وكان يقول في كل مرة لمن يراجعه انه لم يرفع الشكوى وكرر هذا الكلام في حواره مع فضائية جوسات، وكرر القول انه لا يستطيع سحب الشكوى وعندما حكمت المحكمة ببرائتي لم يقبل الحكم بل استأنفه عن طريق النائب العام فأكدت محكمة الاستئناف حكم البراءة وبعد شهور اصدر جلالة الملك حفظه الله ارادته بحل المجلس وارسال رئيسه واعضائه الى بيوتهم بسياراتهم المعفاة من الجمارك وهنا لا بد من القول ان عبد الهادي باشا لم يحترم عقول المواطنين وهو يتهم طلبة جامعة اليرموك بذبح بعضهم بعضا ويؤكد انه لم يقدم شكوى ضدي ولم يتابعها لدى محكمة الاستئناف ولم يخسرها بنزاهة القضاء والقضاة المحترمين.
أعود الى رسالة الدكتور منذر حدادين الى الباشا عبدالهادي واتمنى على الجميع ان يقرأها بعناية لشفافية طرحها وعمق هذا الطرح وهو ما لا تستغربه على الدكتور حدادين، وبعد ان انتهيت من قراءة هذه الرسالة تذكرت ما كتبته في رثاء مسلم ومسيحي واردني وعربي رحل عنا وكان اصدقنا في قول كلمته وفي الدفاع عن عروبته وهو المرحوم جورج حداد، حيث كتبت فيه (أنه المسيحي الذي كان يصلي الجمعة في المسجد والمسلم الذي كان يصلي الاحد في كنيسة) وامد الله في عمر الباشا وعمر الصديق حدادين واتمنى الا تلقي اخطاء الباشا بظلالها على الحزب الثالث الذي أسسه خلال عقدين حزب التيار الوطني بعد حزب الوطني الدستوري وحزب العهد، فالحديث بأية درجة من النفس الاقليمي او النفس الطائفي مما يجب ان نتجنبه لانه محاولة مقصودة او غير مقصودة في زرع فتنة اقليمية او طائفية في تربة عربية تمتد على مساحة وطننا الاردني العربي المسيحي المسلم. (بالتزامن مع الخندق)

 

الزميل خالد محادين




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات