العلاقِمة الجدد !!

تم نشره الأحد 13 آب / أغسطس 2017 12:47 صباحاً
العلاقِمة الجدد !!
خيري منصور

بعيدا عن اي خطاب يمكن وصفه بالقومجي او الراديكالي او الخشبي من حقنا ان نتساءل عن عدد العرب الذين يجهرون بالقول: ان اسرائيل لم تعد عدوا، او الذين استقالوا من هويتهم وتاريخهم واصابهم وباء الزهايمر السياسي.

انهم حتى لو بلغ عددهم عشرة ملايين ليسوا الثلث مليار الذي يمتد بين الماء والماء وبين الدم والدم، وبين فلسطين وفلسطين، وتلك نسبة اطلق على امثالها جان بول سارتر في اربعينيات القرن الماضي واثناء احتلال المانيا النازية لبلاده نسبة الشواذ التقليدية في كل المجتمعات والاوطان .

بالطبع سيقول لنا هؤلاء ان الديموقراطية تتيح لهم كل هذا الاختلاف حتى  لو بلغ نخاع الامة، وهنا نذكرهم بأن الديموقراطية لا يمكن اختزالها الى موقف او خيار واحد، فهم لم يمارسوا ادنى الحراكات الديموقراطية، ومنهم من لم يذهب طوال حياته الى صندوق اقتراع، فهل اختصر بعض العرب الديموقراطية الى الحق في الخيانة والتأقلم مع الاحتلال والانتهاك الذي شمل كل شيء ؟

الامر يشبه فتاة لم تلثغ طوال عمرها بالديموقراطية، ولا تعرف عنها شيئا وقد تراها من خلال ثقافتها الاستهلاكية نوعا من المعجنات، لكنها حين تتأخر خارج البيت طيلة الليل وتطرق الباب وهي في حالة دوار عند الفجر تجيب اباها او امها اذا سألاها اين كانت؟ بأن مثل هذا السؤال ينتقص من حريتها ومن حقوقها وان الاب والام ليسا ديموقراطيين !!

فأية مفارقة تاريخية تلك التي جعلت بعض العرب يأخذون من الديموقراطية على امتداد تاريخها منذ الاغريق قبل خمسة وعشرين قرنا حتى اليوم مجرد حقهم في خيانة اوطانهم والتسامح مع اعدائهم ؟؟

وقد عرف التاريخ العربي الذي راوح بين السقوط والنهوض والانحطاط والتقدم سلالة من العلاقمة الذين فتحوا ابواب الاسوار لغزاة بلادهم لكنه لم يغفر لهم بل حوّلهم الى امثولات، فهل كل ما تعلمّه العلاقمة الجدد من الديموقراطية هو حق الخيانة الوطنية، والتواطؤ ضد ابناء جلدتهم ولعق الغبار عن بساطير غزاة اوطانهم ؟؟

الدستور    2017-08-13

 

 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات