عن ماذا يبحث الطيارون الأميركيون قبل التحليق؟

المدينة نيوز :- اختلف المعايير والمواصفات المرعية في المطارات العسكرية الروسية والأميركية، ويعجب الطيارون الروس والأميركان لبعضهم على الغاية من وراء التقيد بهذه المعايير أو تلك في البلدين.
فبالإضافة إلى إيمان بعض الطيارين من الجهتين، بفأل الشؤم هذا أو ذاك، ومنه على سبيل المثال عدم الحلاقة، أو قص الأظافر قبل الإقلاع "تفاديا للحوادث، أو حتى تحطم الطائرة" التي يقودونها، يتقيد الطيارون الروس والأميركان عامة بمعايير يؤدي الخروج عنها إلى توبيخ قيادتهم لهم، أو حتى فصلهم من الخدمة.
الطيارون الأميركيون الظاهرون في الصورة المرفقة، يمشطون أرض المدرج قبل الإقلاع بطياراتهم الحربية، ويرفعون عنها أدق الشوائب من حصى أو رمل أو حتى عود ثقاب أو عقب سيجارة، وذلك لمنع شفطها إلى محركات طائراتهم النفاثة وتفادي إعطابها، تحت طائلة المسؤولية الشخصية للطيار.
الطيارون الحربيون الروس، عندما تسألهم عن "حساسية" الأميركان الزائدة عن اللزوم هذه يقولون: "إذا كانت الطائرة الحربية سوف تعطب بسبب حصوة صغيرة أو ذرة رمل، فما هذه الطائرة وما هم فاعلون بها أثناء الحرب، ولم لا يغطون محركاتها؟".
ويضيفون، أن "الطائرات الروسية جاثمة على مدارجها، ومحركاتها مغطاة بأغطية تمنعها من شفط الرمل والحصى عن المدرج، وتتيح للمحرك التنفس من فتحات خاصة لذلك على سطح الأجنحة".
ويؤكدون أنه "على الطائرة الحربية عموما، أن تستطيع الهبوط والإقلاع من مدارج ترابية، لأن ظروف الحرب والمعارك قد تجعل الهبوط في المطارات المجهزة والنظيفة مستحيلا".
الطيارون الأميركيون من جهتهم، يعجبون لسهولة استقلال الروس طائراتهم الحربية بلا مساعدة، والجلوس في مقاعدها التي هي أصلا ليست إلا منصة مركبة ضمن القمرة ومجهزة لتقذف الطيار بمظلته وإنقاذه في أحلك الأوقات، فيما يستغرق صعود الطيار الأميركي وربط أحزمته المتعددة بمساعدة العاملين في المطار، متسعا لا بأس به من الوقت في مقاييس الطيارين.
واللافت في المطارات الروسية حسب الطيارين الأميركيين كذلك، أن مدارجها متروكة للعراء والظروف الطبيعية، والعشب ينبت بين مفاصلها، ناهيك عن تحليق الطيور الحر فوق أرجائها، بلا أن يخشى الروس شفط محركات طائراتهم لها وإعطابها.
والأهم أن الطيارين الأميركيين يؤكدون أن الطيارات الروسية صنعت لتكون دبابة طيارة، والطائرات الأميركية صنعت لتكون ساعات طيارة لقدر ما هي دقيقة وحساسة.
(روسيا اليوم)