الرعاية النفسية اهم من الجسدية للانتصار على سرطان الثدي

المدينة نيوز :- بروح معنوية وعزم وارادة قررت مجموعة من الناجيات من سرطان الثدي القيام بحملات توعية لحث السيدات والفتيات على الكشف المبكر عن المرض، ومساعدة حديثات الإصابة في تخطي خبر الصدمة الاولى، حيث اكدن ان مشاركة قصص تحدياتهن مع المرض، ودعم الأسرة والمجتمع، وتوافر خيارات العلاج عناصر تساعد في الشفاء وتخطي أصعب مراحل المرض بتفاؤل.
الصدمة الأولى تمر حديثة الإصابة بسرطان الثدي عند إخبارها بالتشخيص بالرفض والاستغراب قبل ان تتقبل مرضها، وتخضع للعلاج، وقد تهمل صحتها، ولا تزور المستشفى، رغم ما تقوم به مؤسسة الحسين للسرطان والجمعيات المعنية من برامج توعية، ما دفع ناجيات من سرطان الثدي إلى المشاركة في حملات التشجيع على الكشف المبكر، وتقديم أمثلة حية على قوة الإرادة والشجاعة، والتوجه للعلاج الذي يشهد تطورا كبيرا خصوصا في حالة اكتشاف المرض مبكرا، إلى جانب البرنامج الاردني لسرطان الثدي الذي يقوم بدور فعال في تسهيل سبل الكشف بوسائل متطورة وبالمجان، خلال حملة شهر تشرين الاول "شهر التوعية بسرطان الثدي" .
مها قررت ان لا تبقى متفرجة على حديثات الإصابة اللواتي يصارعن هول الخبر وتشتت الأفكار واختلاط المشاعر، فانخرطت في برامج ودورات تهدف الى إلهام المصابات بهدف نشر الأمل، والتشجيع على إجراء الفحوصات الدورية، وتقديم الشرح الكامل عن العلاج بجميع مراحله .
وتشير مها ، التي أصيبت بسرطان الثدي عام 2006، وتعافت منه، إلى أن خبر الإصابة غير حياتها تماما، مؤكدة أنها تسلحت بإيمانها بالله، ولم تعتبر يوما مرضها قاتلا رغم ما عانته، فبدأت العلاج مبكراً. وتقول : "إيماني القوي بالله جعلني أتخطى صعوبة تلقي الخبر، وقررت أن يكون هذا المرض المفاجىء بداية حياة مختلفة، فأحببت حياتي وأسرتي وأصدقائي أكثر، مع عدم الانكار أن مرحلة العلاج كانت صعبة ومتعبة للغاية، إلا أنني تحليت بالقوة والصبر".
وتضيف ان إصابتها بسرطان الثدي منحها طاقة إيجابية، معتبرة ان هذا المرض جعلها تشعر بقيمة الحياة، وان الكثير منا لا يقدر قيمة ما لديه إلا بعد أن يفقده.
وتقدم مها نصيحتها للمصابات بسرطان الثدي في الابتعاد عن المحبطين، والتسلح بالإيمان بالله واللجوء إلى العلاج، مشيرة الى ان تبادل التجارب بين المصابات تخفف من وطأة المرض .
أبطال الدعم لا تقتصر معاناة المرض على المصابة فحسب، بل تشمل كل فرد من أفراد الأسرة، وتنعكس على جميع خططها، لكن التجارب تؤكد ان الأسرة المتماسكة والداعمة للمصابة بسرطان الثدي لها دور كبير ومؤثر في العلاج.
وتشير عبير إن إصابتها بسرطان الثدي انعكس على عملها، و أثر على أسرتها، لكنها وجدت في مساندة أسرتها الدعم المعنوي الكبير، خصوصا من والدتها وابنتها التي لا يتجاوز عمرها العشر سنوات مؤكدة ان المرض جعلها تعرف قيمة الحياة والناس.
وتضيف: صديقاتي يجهزن لي الطعام، ويعتنون بابنتي خلال مراجعتي للمستشفى ويدعونني وعائلتي بزيارتهن للتخفيف عني، ما جعلني أشعر بأنني لست وحيدة، لافتة إلى ان ابنتها الصغيرة كانت تحرص على إعطائها الدواء في موعده، وتردد دائماً "كم أجدك جميلة وقوية يا أمي".
نشاطات ورسائل توعية تلعب التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي وتوعية المصابات بأهمية الأقبال على العلاج دورا كبيرا في الحد من انتشار المرض، وهو ما يقوم به البرنامج الاردني لسرطان الثدي خلال شهر تشرين الاول حيث يتم تنظيم حملة توعوية "افحصي وطمنينا "إضافة إلى الحملة العربية الموحدة للتوعية عن سرطان الثدي، حيث تتضمن محاضرات في المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والتجمعات لتقديم فحوصات مجانية، والتأكيد ان الكشف المبكر يؤدي إلى نسبة شفاء تصل إلى 90 بالمائة حيث يوفر مركز الحسين للسرطان أحدث تقنيات العلاج بالإضافة إلى انشطة متنوعة تقوم بها جمعيات ومؤسسات وافراد تعمل في مجال التوعية وتقديم الدعم للمصابات.
مسؤولة الاعلام في البرنامج الاردني لسرطان الثدي سحر مشارقه تقول في شهر تشرين أول من كل عام، يطلق البرنامج حملته التوعوية السنوية، فهو الشهر العالمي للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وتبين انه تم تصنيف سرطان الثدي بالمرتبة الاولى بين حالات الاصابة بالسرطان بين الاناث في الاردن بنسبة 7ر37 بالمائة، وهو المسبب الرئيس لحالات الوفاة بسبب السرطان بين الاناث الاردنيات وفقا لآخر احصائيات سجل السرطان الوطني الاردني.
وتضيف ان الحملة تحمل سنويا رسالة خاصة تهدف لتشجيع السيدات على إجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتساعدهن في التغلب على مخاوفهن وعلى المعوقات التي تواجههن وتمنعهن من القيام بهذه الفحوصات وتتضمن العديد من النشاطات الإعلامية إضافة لنشاطات التواصل المجتمعي.
خيارات العلاج استشارية امراض الدم والاورام وامراض الثدي رئيسة جمعية الاورام النسائية في نقابة الاطباء الدكتورة سناء السخن تشير الى ان حملات التوعية الموجهه للقطاعات الصحية وافراد المجتمع المحلي تبين ان هناك علاجا للسرطان بمختلف مراحله الاربع حيث تستطيع السيدة وفي حال الكشف المبكر خلال الست اشهر الاولى من الاصابة ممارسة حياتها الطبيعية والشفاء منه، دون اي مضاعفات، وفي حال اكتشافه بمراحل متقدمه فإنه يمكن معالجته عن طريق الحبوب الهرمونية او البيولوجية او الكيماوية بالاضافة الى الجراحة والعيش لسنوات.
وتوضح ان كل نوع من السرطان له علاج ويعتمد على المرحلة التي وصل اليها، مشيره إلى أهمية إجراء الفحوصات الدورية والثقة بالنفس وعدم الخوف من المرض.
مديرة وحدة الكشف المبكر عن السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتورة يسار قتيبة تقول ان حملات التوعية التي يقوم بها البرنامج الاردني لسرطان الثدي منذ انطلاقه عام 2007 انعكست ايجابا على زيادة الوعي باهمية الكشف عن المرض.
وتوضح ان اغلب السيدات يراجعن الوحدة بمراحل متقدمة من المرض حيث تكون نسب الشفاء متدنية لا تتجاوز 18 بالمائة ويصعب السيطرة عليه، اما اذا تم اكتشاف المرض بمراحله المبكره من خلال الفحص الدوري فتصل نسبة الشفاء الى 95 بالمائة.
وتضيف ان سرطان الثدي يعتبر الاول عالميا بالسرطانات التي تصيب المرأة، مشيره الى ان 80 بالمائة من مشاكل الثدي تكون اوراما او امراضا حميدة، وليست سرطانية .وتوضح ان الحملات ورسائل التوعية تعمل على اكتشاف المرض بمراحل مبكره حيث تكون العلاجات اقل كثافة ونسب الشفاء عالية وبكلفة اقل إضافة إلى قلة الضغوطات النفسية على المريض مشيره إلى أن هذه الحملات وقبل عامين عملت على اكتشاف المرض بمراحله المتوسطه على حساب المراحل المتقدمة. ودعت قتيبه السيدات التي تترواح اعمارهن بين 20 و40 عاما وليس لديهن اي عوامل لامراض في العائلة ضرورة اجراء الفحص السريري كل عام او عامين.
احصائيات وبحسب مدير مديرية الأمراض غير السارية في وزارة الصحة الدكتور ماجد الأسعد فان اجمالي الحالات المسجلة لسرطان الثدي عند الاناث منذ عام 1996ولغاية اخر احصائية 2013 بلغت نحو 12634 حالة.
وتشير منظمة الصحة العالمية وبحلول العام 2020 الى إصابة امرأة واحدة من بين ثماني نساء عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي، ما يجعل هذا المرض من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء بالرغم من التشخيص المبكر، وتعتبر التغذية السليمة بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة من العوامل المهمة في الوقاية منه والسيطرة عليه.
--(بترا)