مؤتمر الصداقة الصينية العربية يختتم دورته الخامسة

المدينة نيوز:- اختتم في بكين اليوم الثلاثاء، مؤتمر الصداقة الصينية العربية الذي بحث خلال يومي انعقاده، سبل دفع التعاون الشعبي المشترك في بناء الحزام والطريق.
وعقد المؤتمر تحت عنوان "التعاون الشعبي لتعزيز التشارك الصيني العربي في بناء الحزام الطريق" بحضور ممثلين صينيين وعرب عن جمعيات الصداقة بين الصين والدول العربية، وممثلين عن جامعة الدول العربية، وعدد من المسؤولين من وزارة الخارجية الصينية، اضافة إلى شخصيات صينية بارزة من الأوساط التعليمية والتجارية.
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر أمس الاثنين، قال أركين أمير البك رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية ونائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني، إن مؤتمر الصداقة الصينية العربية عقد في توقيت بالغ الأهمية، أي غداة اختتام المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي أكد على ضرورة بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية على نحو يساعد على إقامة نظام حوكمة عالمي عادل ونزيه.
وكان المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني قد اختتم في أواخر تشرين اول الماضي الماضي وتم خلاله انتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب، ووضع خطة جديدة للتنمية في أكبر بلد نام بالعالم للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها.
وأضاف أركين أمير البك أن المؤتمر عقد أيضا على خلفية طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لمبادرة الحزام والطريق عام 2013 ودعوته إلى التشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق خلال افتتاح الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين في ايار 2014،وإصدار الحكومة الصينية قبيل جولة الرئيس شي في الشرق الأوسط والتي زار خلالها مصر والسعودية في كانون ثاني 2016 وثيقة رسمية حول سياسة الصين تجاه الدول العربية تتضمن المبادئ التوجيهية للعلاقات بين الجانبين وكذلك تأكيد الصين سعيها إلى بذل جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
ولدى إشارته إلى أن هذه الدورة من مؤتمر الصداقة الصينية العربية هدفت في الأساس إلى تعزيز التعاون بين الجانبين في شتي المجالات والارتقاء به إلى مستوى أعلى، أكد أركين أمير البك أن التشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق صار يمثل إحدى ركائز العلاقات بينهما وأن التبادلات الشعبية بلغت أقصى درجات الأهمية في وقتنا الحاضر ولاسيما أن تلك التي جرت تحت رعاية جمعية الصداقة الصينية العربية حققت إنجازات ملحوظة في السنوات الماضية.
من جانبه، قال القائم بأعمال بعثة جامعة الدول العربية لدى بكين محمد الشافعي، إن مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني عام 2013 تحظي بترحيب عدد كبير من البلدان والمنظمات الدولية ووفرت سبل التواصل والترابط والالتحام الاستراتيجي بين دول العالم والصين، مشيراً إلى أن "المبادرة تحول العولمة الجزئية إلى العولمة الشاملة وتجمع بين العولمة والأقلمة لمساعدة المزيد من البلدان على التنمية والاستقرار والتقدم وتخلق نموذجاً جديداً للتعاون الإقليمي والدولي في القرن الـ21".
وفي هذا الصدد، قدم أركين أمير البك مقترحاً من ثلاث نقاط بشأن تعزيز التبادل الشعبي الصيني-العربي: أولها تعزيز التبادلات والتعاون في المجال الثقافي بين الجانبين من خلال إجراء أنشطة وتبادلات ثقافية متنوعة تسهم في تقارب القلوب بين الشعب الصيني والشعوب العربية. وثانيها تعزيز التواصل بين الشباب الذي يمثلون أمل الأمة ومستقبلها من خلال توفير المزيد من فرص التواصل بينهم لتعزيز الفهم المتبادل العميق من أجل استمرارية الصداقة بل وتطورها. وثالثها دفع التعاون البراغماتي بين الجانبين من خلال توسيع قنوات ومنصات التبادلات بينهما.
وفي السياق ذاته، ذكر أمين عام رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية أحمد عبد الرحمن، أنه منذ انعقاد الدورة الرابعة للمؤتمر شهدت الروابط الشعبية العربية الصينية تطوراً ملحوظاً خاصة في مجالات التكنولوجيا والتعليم والصحة والسياحة والشباب والمرأة، مشدداً على أهمية دعم المحور الثقافي.
وأعرب عن تطلعه إلى العمل انطلاقا من هذا المؤتمر على استثمار المناخ الطيب الذي يسود العلاقات والسعي إلى وضع برنامج عملي تنفيذي يساهم فيه جميع الأطراف لتعميق أهمية الجانب الشعبي، وخاصة في الدول العربية.
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي، أكد اهمية تركيز العمل في المستقبل على الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين العربية والصينية وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية بين الجانبين في هذا الصدد.
وتعد هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها الصين أعمال المؤتمر بعد استضافتها له عام 2012 في مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة شمال غربي الصين. وعقدت فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر الصداقة الصينية العربية في العاصمة السودانية الخرطوم في عام 2006، والثانية في العاصمة السورية دمشق في عام 2008، والثالثة في العاصمة الليبية طرابلس في عام 2010.(بترا)