الغارديان: ما علاقة هجوم الروضة بانتخابات الرئاسة القادمة؟

تم نشره الأحد 26 تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 07:52 مساءً
الغارديان: ما علاقة هجوم الروضة بانتخابات الرئاسة القادمة؟
ضحايا تفجير مسجد الروضة بسيناء

المدينة نيوز :-  نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في القاهرة إدموند باور، يقول فيه إنه بعد هجوم مسجد الروضة في شمال سيناء، الذي راح ضحيته أكثر من 300 شخص، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رده على المتشددين، حيث قامت طائرات بضرب ما قالت إنها مواقع تابعة لهم شمال سيناء. 

ويشير التقرير، إلى أن النائب العام المصري قال إن ما بين 25- 30 متطرفا نصبوا كمينا للمصلين أمام باب المسجد والنوافذ، وأخذوا يطلقون النار عليهم، لافتا إلى انتشار الكثير من نظريات المؤامرة حول منفذ العملية وتوقيتها، حيث ربط الكثيرون بين الهجوم والدوافع السياسية للرئيس الذي يريد إثبات قدراته الأمنية. 

ويقول الكاتب إن "تقارير صحافية مصرية ذكرت أن المنفذين كانوا يحملون رايات تنظيم الدولة، ولم يكن الهجوم الأسوأ في تاريخ مصر، لكنه الأول الذي ينفذ ضد مسجد، حيث استهدف الجهاديون قوات الجيش والشرطة المصرية ولسنوات عدة، ويبدو أن التبرير وراء استهداف مسجد الروضة بالتحديد لأن المترددين عليه هم من أتباع الصوفية، الذين يعدهم الجهاديون منحرفين عن الدين".

ويلفت باور إلى أن الكثيرين ممن التقاهم قرب جامع السيدة زينب يتداولون نظرية المؤامرة، وأصر أحدهم في مقهى قريب من المسجد، على أن هذا الهجوم "بسبب الانتخابات"، حيث من المتوقع أن يرشح السيسي نفسه للانتخابات التي ستعقد بداية العام المقبل، وأنه من أجل التمسك بالسلطة، فعندما رشح نفسه للانتخابات عام 2014 كانت الرسالة هي أن الجنرال السابق هو الشخص الوحيد القادر على توفير الأمن والاستقرار للبلد ومنعه من الانزلاق في الفوضى التي شهدتها ليبيا وسوريا.

وتنقل الصحيفة عن أحد زبائن المقهى، قوله: "لقد دعمته، لكنني لن أصوت له مرة أخرى، وأنا أتحدث نيابة عن كل شخص: لن يفوز"، حيث قاد السيسي البلاد وسط حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والهجمات الإرهابية، وتساءل زبون المقهى قائلا: "هل نعيش أفضل مما كنا عليه؟ .. راتبي هو ثلث ما كان عليه"، 

ويذكر التقرير أن الملصقات عن الانتخابات المقبلة تنتشر في الشوارع، وتظهر صورة السيسي في الزي العسكري مع عبارة "ابنيها"، التي من المفترض أن تكون حركة شعبية، إلا أن بعض قادة المجتمع تلقوا عرائض من وزارة الداخلية لتوزيعها. 

ويبين الكاتب أنه مع قرب الانتخابات فإنه يبدو أن الهجوم أثار أعصاب الحكومة، حيث وعد الرئيس بالرد الحاسم على المتطرفين، وأعلن ثلاثة أيام حداد على أرواح الضحايا، وأعلنت أجهزة الإعلام الحكومية عن تخصيص مساعدات لعائلات الضحايا قيمة كل منها 200 ألف جنيه مصري، وأعلن بعد ساعات من الهجوم عن غارات جوية. 

وتستدرك الصحيفة بأن المزاج ظل هادئا في القاهرة، فشمال سيناء محظور على الصحافيين، ولهذا من الصعب التأكد من المعلومات، وتعود سكان القاهرة على قصص العنف من سيناء التي تبدو بعيدة، حيث يقول مهندس الاتصالات أحمد يوسف: "لا يستطيعون القدوم للقاهرة، فهي مزدحمة".

ويعلق الخبير في شؤون الجماعات الجهادية ومراسل شؤون أفريقيا للصحيفة جيسون بيرك، قائلا إن سيناء تعيش في ظل حكم الطوارئ منذ تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014، عندما قتل المتشددون أكثر من 30 جنديا، وبعد أكثر من ثلاثة أعوام فشلت الدولة في قمع التمرد الذي يقوده فرع لتنظيم الدولة "ولاية سيناء"، الذي كان مسؤولا عن هجمات ضد كنائس، وأسقط طائرة روسية في شرم الشيخ عام 2015 وقتل ركابها 224 شخصا.

 وتعد ولاية سيناء واحدة من الجماعات المحلية التي انتشرت واعتمد عليها تنظيم الدولة في ذروة صعوده للقيام بمهام أمنية، لافتا إلى أنه في الوقت الذي تمت فيه هزيمة فروع التنظيم في الجزائر وليبيا، إلا أنه نظم جماعة قوية في مصر رغم المحاولات المتكررة للحكومة المصرية ضده. 

ويتحدث بيرك عن العمليات التي قام بها الجهاديون ضد المدنيين، خلافا لتنظيم القاعدة الذي يستهدف عناصر الجيش والشرطة والمسؤولين، لكن ليس الناس العاديين، وينقل عن الخبير في شؤون الإرهاب دافيد غارتنسين- روس، قوله: "تنظيم القاعدة ليس معتدلا أكثر من تنظيم الدولة، لكنه براغماتي".

ويرى أن التمرد في سيناء مرتبط بآثار الربيع العربي وسقوط نظام حسني مبارك، الذي ترك فراغا أمنيا، والإفراج عن آلاف الإسلاميين، ونهاية حكم معمر القذافي، بشكل سمح بتدفق الأسلحة. 

ويذهب بيرك إلى أن هناك شعورا بالتهميش بين سكان سيناء البدو، والأهم من هذا كله هو الاستراتيجية غير المتقنة في مكافحة التمرد التي زادت منه بدلا من القضاء عليه.

عربي21 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات