يقتل طفلته لأنها أنثى

المدينة نيوز :- بعض الأحداث الواقعية التى نسمع عنها فى حياتنا، لا يكاد يصدقها عقل ولا منطق نتيجة وقائعها الغريبة، ومن بينها هذه القصة التى تعود بنا إلى عادات لم يشهدها سوى العصر الجاهلى وتصدى لها الإسلام وجاء الآن من يحاول إحياء هذه العادات التى يرفضها الدين والرحمة.
فهذا الزوج «رامى» تزوج من زوجته «إلهام» منذ عدة أعوام ومضت الحياة بينهما هادئة فى بدايتها ثم ما لبث أن تحول إلى شيطان عقدته الحقيقية ظهرت حينما ألمحت زوجته إلى أنها تحمل فى أحشائها جنينا، وهنا تحول الزوج إلى وحش كاسر، خوفاً من أن يكون طفلهما أنثى، عاشت الزوجة فى رحلة متصلة من العذاب تصحو على تهديد زوجها إن هى أنجبت أنثى وتنام والدموع تنهار على وجهها من تأنيب الزوج لها وكأنها ارتكبت جريمة تستحق العقاب عليها.
حاولت الزوجة كثيراً أن تثنيه عن هذه الأفكار التى يرفضها الدين لكنها لم تنجح، استعانت بأهلها تارة وبعدد من المشايخ تارة أخرى، لكن الفكرة لم تنته من عقل الزوج، فهو يريد طفلهما ذكراً ولا يقبل بأى حال من الأحوال أن تنجب زوجته أنثى. ولم ينتظر ولادتها حتى يثور كل هذه الثورة.
وجاء اليوم الموعود، فقد فاجأت آلام الوضع الزوجة واستغاثت بزوجها لإنقاذها حتى تضع مولودها لكن الزوج تلكأ فى خطواته وهو يتوجه مع زوجته لأحد المستشفيات حتى تضع وليدها خوفاً من أن يكون المولود أنثى! فموته بالنسبة له أفضل من أن تأتى أنثى.
وأخيرا وصل الزوجان إلى أحد المستشفيات وانتظر الزوج خارج غرفة العمليات وحبس أنفاسه منذ دخول زوجته غرفة العمليات انتظاراً لانتهاء الولادة، وبعد ساعات خرجت الممرضة من غرفة العمليات لتزف البشرى إلى
الزوج الذى بدا فى حالة من القلق والتوتر، وإذا به يسمع الخبر الصدمة حينما أخبرته الممرضة بأن المولود أنثى.
فى اليوم التالى بدا الزوج متوتراً ضائق الصدر من صوت ابنته رافضاً لفكرة وجودها، كافة تصرفاته أظهرت هذا الرفض بشدة فحينما تبكى الرضيعة من شدة الألم كان يرفض علاجها، واصلت الزوجة محاولاتها المستميتة حتى يعدل زوجها عن مشاعره تجاه لكن دون جدوى وفى يوم الحادث لم يتحمل صراخ الرضيعة وانهال على ابنته ذات الأربعين يوماً بالضرب، وحينما تدخلت الزوجة لإنقاذ طفلتها من يد الوحش الكاسر نالها علقة ساخنة ليتم تحويل الرضيعة والزوجة إلى المستشفى ويؤكد التقرير الطبى للرضيعة بمستشفى الطوارئ بالمنصورة إصابتها بنزيف بالمخ وكسر بالفخذ.
سكت صوت بكائها.. لم يعد الأب يشعر بالإزعاج أو حتى بوجود ابنته.. غابت عن الوعى.. صارعت الموت. ساعات تتشبث بالحياة.. ولكن لم يتركها والدها تعيشها.. لقد عاد إلى عصر ما قبل الإسلام.. زمن وأد الإناث عندما كان الأب يقوم بدفن رضيعته فى التراب ويتوارى خجلاً من الناس حتى لا يتهم بأنه أنجب أنثى، وعاد بنا هذا الأب الجاهل فاقداً للمشاعر والأحاسيس، لم يدفن طفلته ربما لو كان فعل ذلك لكان رحمها من العذاب.. ولكن هشم رأسها الصغير وعظامها اللينة وانتهك حرمة دمها البرىء.. ماتت ابنة الأربعين يوماً على يد أقرب الناس لها.. ومعها كان العقاب الذى سيلحق به. هذا لا يكفى ولن يرحمه من العقاب الربانى.. إنه اعترض على إرادة الله فى إنجاب الإناث.. كيف سولت له نفسه فعل ذلك.. الجميع يضرب كفاً بكف مستنكرين فعلته المخجلة.
كيف استطاع إزهاق روح ابنته بلا ذنب جنته وذنبها الوحيد أنها أنثى!!