هل سيقطع ترامب مساعداته للاردن وماذا سيحصل ان فعل ؟؟

المدينة نيوز - خاص :- تصويت الأمم المتحدة على رفض قرار نقل سفارة واشنطن الى القدس المحتلة وباغلبية 128 دولة رغم التهديد الامريكي والوعيد بقطع المساعدات عن اي دولة تصوت مع القرار اثبت بلا لا يدع مجالا للشك بأن الولايات المتحدة باتت معزولة على الصعيد العالمي باستثناء ما تفرض به وجودها من خلال الهيمنة والقوة " والزعرنة " كما علق احد المراقبين .
و قد تجلت المواقف المبدئية للدول من خلال هذا التصويت وكان الأردن على رأس هذه الدول التي حشدت كل ما تستطيع من اجل ابطال القرار الامريكي رغم التهديد والوعيد وحاجة الاردن الماسة للمساعدات الخارجية وعلى رأسها الأمريكية .
وقد اظهرت الايام القليلة الماضية بان الأردن يمتلك صلابة ووحدة داخلية لم يسبق لها مثيل خاصة وان القدس بالنسبة للأردنيين من مختلف الاصول والمنابت ليست قضية فلسطينية فقط بل هي قضية عربية واسلامية وعدالة عالمية .
ماذا بعد التصويت وبعد هذا الحراك الاردني ضد قرار ترامب .. هل ستقطع الولايات المتحدة مساعداتها كما هدد رئيسها اليوم الخميس عن ان بلاده ستقطع المساعدات عن كل دولة تصوت مع القرار في الامم المتحدة ؟.
يجيب عن هذا السؤال مصدر اسرائيلي من خلال تقرير بثه الراديو العبري السبت وترجمته المدينه نيوز ونشرته في حينه حينما اعتبر التقرير بان استمرار تدفق المساعدات على الأردن مهم وضروري وحيوي لاستقرار المنطقة ولم يذكر الراديو العبري مصدر تقريره غير ان واقع الحال وموقع الأردن الاستراتيجي والجيوسياسي يعطي نفس الاجابة عن مثل هكذا سؤال خطير لم يجب عن إجابته المفترضة اي مسؤول في الأردن حتى الان .
غير ان ما تتحدث به اوساط شعبية أردنية ، ونظرا لان قضية القدس هي قضية داخلية اردنية وطنية بامتياز فان حراكا شعبيا قويا يجري في الاردن في هذه الاثناء لمواجهة اي احتمالية لقطع المعونات عن المملكة ، ويتمثل في استعداد للتبرع بجزء من الرواتب التقاعدية في حال نفذ ترامب تهديده ووعيده .
وقال أحد شيوخ العشائر إنه مستعد للتبرع بنصف راتبه التقاعدي دعما للخزينة ، وهكذا قال مواطنون وموظفون وموظفات وقس على ذلك مواقف مختلفة ومتعددة بدأت تعلو اصواتها التحاما مع القيادة الأردنية التي باتت شعبيتها الان في اوجها خاصة وان الملك حمل على عاتقه المسؤولية الأولى والكبرى في التصدي للقرار الأمريكي بنقل السفارة ، من خلال اتصالاته التي لم تتوقف وزياراته الخارجية التي كان اخرها لقاؤه مع البابا في الفاتيكان والرئيس الفرنسي في باريس .
ويؤيد مراقبون ما ذهب إليه التقرير الإسرائيلي بان الامور لن تصل لهذا المستوى ، فدعم الأردن من قبل الولايات المتحدة سيستمر لان اسقرار المنطقة والاقليم مصلحة امريكية بالدرجة الاولى وليس من احد في المنطقة يريد ان يرى اردنا ضعيفا غير قادر على الحياة وهو امر يعتبر خطا احمر بالنسبة لاصدقاء الاردن في العالم وهم كثر .
ويختلف المراقبون مع ما قاله وزير الخارجية الاسبق مروان المعشر عن ان الاردن الان بدون حلفاء حيث ان هذا البلد اقوى من كل العواصف حيث مر بتجارب وظروف اكبر من هذا الظرف الاقتصادي والسياسي العصيب الا انه تمكن من العبور الى شط الامان رغم المحيط المضطرب والدامي المحيط به من كل الجهات .
في الأردن الآن وحدة صلبة بين النظام وبين الشعب ، وبلد بهكذا قوة رغم متاعبه الإقتصادية ، من المستحيل إخضاعه .