صورة لا تشاهد إلا في الأردن

تم نشره الأحد 24 كانون الأوّل / ديسمبر 2017 12:18 صباحاً
صورة لا تشاهد إلا في الأردن
د.فطين البداد

أن يعقد اجتماع  تنسيقي عاجل بين الحكومة مع القوى الوطنية والأحزاب بما فيها المعارضة والنقابات والشخصيات السياسية ، مسألة لم تكن تخطر على بال ، خاصة وأننا نتحدث هنا عن ممثلين عن حزب جبهة العمل الإسلامي والأحزاب الوطنية والقومية واليسارية والنقابات بمختلف توجهات مجالسها وممثليها ، وأيضا أن يتم الإجتماع في إحدى قاعات مجلس النواب ويتحدث فيه الجميع بنفس الهم وبنفس الهدف وبنفس المخاوف والتوجسات ، ويبحث كل هؤلاء عن آلية لاستمرار الزخم في قضية القدس ورفض خطوة ترامب .. هذا الأمر ، وهذه الصورة لا يمكن أن تحدث إلا في الأردن .

ثلاثة وزراء حضروا الإجتماع التنسيقي هم : وزير الإعلام الدكتور محمد المومني ، ووزير الأوقاف الدكتور وائل عربيات ، والمهندس موسى المعايطة وزير التنمية االسياسية حيث سجلت الكاميرات ، وخاصة المدينة نيوز التي بثت اللقاء كاملا بالصوت والصورة مداخلات متطابقة  بين الحكومة والحضور في وحدة حال ومصير وهدف يجمع كل أركان الدولة الأردنية ، فما الذي جمع هؤلاء كلهم يا ترى ؟؟.

إنها القدس ، وإنه الخوف على فلسطين ، وعلى الأردن ، فلقد اقترب الخطر من الثوابت ، وبالتالي من الجميع ، ومن أجل ذلك فإن الأردن يشهد هذه الأثناء أعمق وأكبر وحدة وطنية في تاريخه الحديث ، وبات الملك يتمتع بشعبية قل نظيرها ما كان لها أن تكون بهذه القوة ، حتى لو أصبحت الأردن سويسرا في كل شيء .

لقد تمخض الإجتماع المذكور عن لجنة مهمتها ضمان استدامة التصدي للقرار الأمريكي شعبيا وحكوميا   .

إن على الأردن أن يستغل المتاح أمامه وفي متناول يده الآن ، وهو إلغاء اتفاقية الغاز مع الكيان ، وهي اتفاقية عار لا يريدها الأردنيون حيث دبر أمرها بليل ، وهذا أضعف الايمان ، كما وإن عليه أن يتقدم بشكاوى لدى الجهات الدولية عن خروقات إسرائيل لاتفاقية وادي عربة ، ليكون تجميد هذه الإتفاقية تحت عين وسمع العالم الحر  ، وحينها نكون قد تخلصنا من كابوس لم يجلب للأردن منذ العام 1994 حتى الآن سوى القلق والتهديد والوعيد بجعله وطنا بديلا  من قبل حثالة البشر من الصهاينة المجرمين ، ولا أقول اليهود ، فأمام الأردن خطوات وخطوات  ، ولعل هذا هو السبب الذي تطلب - كما أعتقد - مثل هذا الإجتماع المبارك .

إنها القدس التي لا مزاح فيها ، ولا نقاش بعروبتها وبوصايتها الهاشمية التي ورثها الأبناء عن الأجداد ، فكل شيء يهون تحت قدميها ، وكل روح ترخص في سبيل تحريرها .. ولو بعد حين !.

د.فطين البداد

 

     

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات