عامه القادم أسوأ.. سي إن إن: سياسة ترامب في سنته الأولى قلبت الشرق الأوسط وزادت من نفوذ خصومه

تم نشره الثلاثاء 26 كانون الأوّل / ديسمبر 2017 09:07 صباحاً
عامه القادم أسوأ.. سي إن إن: سياسة ترامب في سنته الأولى قلبت الشرق الأوسط وزادت من نفوذ خصومه
الرئيس دونالد ترامب

المدينة نيوز :- نشرت شبكة سي إن إن الأميركية، تقريراً تحدّثت فيه عن سنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى في الولايات المتحدة، وكيف انعكست سياساته على الشرق الأوسط وغيّرته في وقت سمحت فيه لخصومها بالصعود بدلاً من إقصائهم.

وتحدّثت سي إن إن عن اللقاء الذي جمع شركاء إيران ووكلاءها من مختلف أنحاء الشام الذي مزَّقته الحرب من أجل التقاط صور على الحدود بين سوريا والعراق، بينما كانوا يُلوِّحون بالأعلام الوطنية وأعلام الميليشيات.

وبطرقٍ شتى، كان هذا الالتقاء الذي نشرته وحدة الإعلام التابعة لحزب الله المدعوم إيرانياً على الإنترنت في نوفمبر/تشرين الثاني، هو اللحظة الفارِقة في عام 2017. فقد أبرز عودة إيران من جديد، في مقابل إبراز فشل السياسة الخارجية الأميركية. وبالنسبة لرئيسٍ أميركي تعهَّد بالتصدي لإيران والتراجع عن الخطوات التي اتخذها سلفه نحو التقارب معها، مكَّن دونالد ترامب، دون قصد، الجمهورية الإسلامية من النهوض.

تعهَّد ترامب بأن تكون هزيمة داعش هي أهم أولوياته في المنطقة، ولعبت القوات الأميركية دوراً حاسماً في ذلك. لكن بخلاف تلك الأولوية الوحيدة، فإنَّ سياسة الولايات المتحدة في المنطقة هي كتلة من الارتباك والتناقض التي أدَّت إلى تفاجؤ ونفور حلفاء للولايات المتحدة وصبَّت في مصلحة خصوم واشنطن.

من القدس يأتي الحساب

جاء آخر الأمثلة في ديسمبر/كانون الثاني الجاري حين اعترف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل على النقيض من النصائح العلنية التي قدَّمها أقرب حلفاء واشنطن العرب.

ربما تفقد التظاهرات في الشوارع ضد إعلان ترامب زخمها، لكنَّ التحرُّكات الأوسع نطاقاً من جانب الخصوم تسير على قدمٍ وساق للاستفادة سريعاً من التداعيات السلبية. فبعد أسبوعٍ من الإعلان، أعلن اجتماعٌ للقادة المسلمين في إسطنبول أنَّ قرار ترامب "الباطل واللاغي" أشار إلى عدم أهلية الولايات المتحدة كوسيطٍ نزيه في عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية.

وقال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إنَّ الولايات المتحدة اختارت "أن لا تكون وسيطاً بالعملية السياسية، ونحن نرفض أن تكون وسيطاً سياسياً وهي مع إسرائيل وتدعمها وتساندها".

وهذا هو محمود عباس نفسه الذي وقف إلى جانب ترامب في مايو/أيار بالبيت الأبيض وقال له: "معك، سيدي الرئيس، لدينا أملٌ الآن".

وكان على رأس أولئك الذين عبَّروا علناً عن رفضهم لدور الولايات المتحدة في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية مجموعة كبيرة من اللاعبين الإقليميين.

ومع كل هذا في الخلفية، تقع مسؤولية صياغة وتنفيذ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط على عاتق صهر ترامب البالغ 36 عاماً، جاريد كوشنر. وقد عمل كوشنر، الذي يُعَد وفق كل المقاييس مبتدئاً وليس مراقباً محايداً، كمديرٍ مشارك في إحدى المؤسسات التي تُموِّل المستوطنات الإسرائيلية -التي تُعَد غير شرعية بموجب القانون الدولي- في الضفة الغربية.

كل هذا ولا تزال المناصب الدبلوماسية الأميركية الرئيسية في المنطقة شاغرة. إذ تُوجَد ثماني سفارات في الشرق الأوسط -من بينها السفارات الأميركية في مصر، وتركيا، والأردن، والسعودية- دون سفراء، هذا في الوقت الذي تفقد فيه وزارة الخارجية، تحت قيادة ريكس تيلرسون، مواهبها. وتتجاهل إدارة ترامب نصائح الدبلوماسيين ذوي الخبرة والمعرفة، وهذا الأمر واضح تمام الوضوح. ويجلس المبتدئون في مقعد القيادة، في واشنطن وغيرها. اربطوا حزام الأمان.

روسيا تُعزِّز قبضتها

تتزامن القوة والنفوذ الإيرانيين المتناميين مع حضورٍ روسي أكثر قوة من أي وقتٍ مضى في المنطقة.

ففي سبتمبر/أيلول 2015، أسرع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنجدة الرئيس السوري بشار الأسد، فوفَّر القوات الجوية والبرية التي ساعدت، إلى جانب قوات من إيران، وحزب الله، والعراق، على تحويل مسار الحرب الأهلية في البلاد. وبحلول ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، 2017، كان بوتين قادراً على التلذُّذ بلحظة "اكتمال المهمة" أثناء زيارةٍ غير معلنة لقاعدة حميميم الجوية في سوريا، وأعلن أنَّ القوات الروسية ستبدأ في الانسحاب جزئياً.

وفي هذه الأثناء، استمرت روسيا في تحسين علاقاتها مع تركيا، أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكانت موسكو وأنقرة هما الراعيتان الرئيسيتان لمحادثات السلام السورية في العاصمة الكازاخية، أستانة، في حين كانت الولايات المتحدة الأميركية، في أفضل الأحوال، مجرد مراقب غير فعَّال. وفي سابقةٍ أولى من نوعها، وقَّعت الدولتان اتفاقاً تشتري بموجبه تركيا منظومة صواريخ أرض جو من طراز (إس-400) روسية الصنع.

وتزامن الإصرار الروسي هنا أيضاً مع ضعف قوة الولايات المتحدة الدبلوماسية. إذ مثَّل دعم الولايات المتحدة للقوات التي يقودها الأكراد الذين يقاتلون تنظيم داعش في شمال سوريا ضربة قوية للعلاقات الأميركية التركية. وتدَّعي تركيا أنَّ الفصيل الكردي الرئيسي في البلاد يُمثِّل الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يشنَّ حرباً للانفصال عن الدولة التركية منذ 1984.

الترنُّح من أزمةٍ لأخرى

وحتى نكون منصفين، لا يُعَد الالتباس أمراً جديداً في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. إذ وضع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خطاً أحمر على استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية ضد خصومها، لكن في أغسطس/آب 2013، حين أقدمت سوريا على ذلك بالفعل، اختفى الخط الأحمر ولم تقم الولايات المتحدة بأي شيء. وكانت إدارة أوباما تشعر بالارتباك حيال ما إذا كانت ستدعم المعارضة السورية المسلحة أم لا، وفي نهاية المطاف قرَّرت تسليحها بشكل كافٍ فقط لمحاربة نظام بشار الأسد دون أن يكون كافياً لهزيمته. وأصبحت المعارضة السورية، المنقسمة والتي دُفِعَت للتطرُّف، الآن على حافة الهزيمة.

وورثت إدارة ترامب تلك الإخفاقات، وسرعان ما اعتمدت عليها، فهدَّدت بالتنصل من اتفاقاتٍ دولية مثل الاتفاق النووي الإيراني، وإحداث قطيعة مع المواقف التي اتبعتها طويلاً.

وتندفع واشنطن، المُستنفَذة والمشتتة جرَّاء سياستها الداخلية المسمومة، في الشرق الأوسط بتهورٍ باتجاه أن تُصبح فاعلاً غير مرتبط بالمنطقة في أحسن الأحول، أو صوب كارثةٍ في أسوئها.

المصدر : هافينغتون بوست



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات