ترجمات جي بي سي : مفاجئة ترامب والإحراج الإسرائيلي
المدينة نيوز :- ذكرت جريدة يديعوت أن الوضع المتفجر في الشرق الأوسط لم يكن في حاجة أبدا إلى "تغريدات" عصبية وصعبة من قبل الشخص الذي كان من المفروض أن يكون وسيطا للسلام، أي الرئيس الأميركي. ففي الوقت الذي تتطلع فيه الأعين في رام الله والرياض وعمان وإسرائيل إلى واشنطن على أمل فهم ما الذي يعتزم ترامب فرضه أو اقتراحه للشرق الأوسط من أجل التوصل إلى تهدئة توطئة للمصالحة أو الحل، وبينما الشعب الإيراني يبدأ انتفاضته، وفي الوقت الذي تبني فيه إيران قواعدها على حدود إسرائيل وتواصل دعمها لحزب الله، ولحماس، فإن الكلمات التي تصدر عن الرئيس الأميركي في هذه الدوامة ستكون حاسمة. بيد أن ترامب لم يثبت حتى الآن أنه لا يعرف كيف يطرح سياسة منظمة، أو حتى يبدو أنه مؤهل لطرح خطة ذات بداية ومنتصف ونهاية، مع خطوط عمل وجدول زمني.
لقد أعلنت الممثلة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي عن نيتها لتقليص المساعدات الأميركية لوكالة غوث الفلسطينيين "أونروا"، ثم أطلق ترامب تصريحات ضد الفلسطينيين وعن القدس تركت الكثيرين في منتهى الدهشة، حينما قال: "لقد أزلنا عن الطاولة القدس، القضية الأصعب في المفاوضات، لكن إسرائيل كانت ستدفع ثمنا أعلى من أجل ذلك، سنقلص المساعدات ليس فقط لباكستان، بل أيضا للفلسطينيين الذين يرفضون العودة إلى طاولة المفاوضات". ويبدو أنه يريد القول للفلسطينيين: أنتم تتلقون منا مساعدات هائلة، ورغم ذلك لا تحترموننا، ولا تقدروننا، لذا سنقلص تلك المساعدات، كما أنكم أكدتم ما يقال عنكم من أنكم لا تفوتون فرصة لإضاعة الفرص السانحة لكم. حقا أنا اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، بيد أنني فعلت ذلك كي تقدم إسرائيل التنازلات لكم مقابل ذلك التي لم تكونوا تحلموا بها. لقد قدمت لإسرائيل بضع كلمات عن القدس، ولو أنكم فهمتم عظمة اللحظة لقفزتم على عربة المفاوضات و لحصلتم على التنازلات الإسرائيلية والتي لا يستطيع أحد الحصول عليها منها سواي، لأنني أعلنت أن القدس عاصمة لها.
لقد ألمح ترامب لإسرائيل في نفس الوقت إلى أن هناك ثمنا لاعترافه بالقدس كعاصمة لها، وليس كما قيل من أنه يعتبر الاعتراف بالقدس كعاصمة لها مسألة أخلاقية، بل الحساب مفتوح، واليد ممدودة، وسيتم تسديد الحساب في اللحظة المناسبة. هذه هي الأحجية التي كانت مخفية بين "تغريدة" ترامب عن الفلسطينيين والقدس.
لقد حدا هذا التفكير بالكثير من المفكرين في الشرق الأوسط للتساؤل: إذا كان ترامب قد توصل في الحوار مع نتنياهو إلى تقديم التنازلات في التسوية المستقبلية، فلماذا لا يعلن عنها؟ لو أنه فعل ذلك لقلص الغضب الفلسطيني من ناحية، ولما أحرج إسرائيل بتلميحه إلى أن هناك ثمن، وأنه لا يوجد لديه وجبات مجانية. والسبب: أن لدى ترامب خطة حل للنزاع، بيد أنه لم يبلور هذه الخطة، بل أقامها على المبادرة السعودية التي حظيت بموافقة الجامعة العربية، لذا هو يفاخر بأن علاقاته مع السعودية متينة، وقد أكد المرة تلو الأخرى أنه لن يجلب السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فقط، بل السلام بينها وبين كل الدول العربية أيضا.
المصدر : جي بي سي نيوز- ترجمة خاصة عن يديعوت
6 - 1 - 2018
