عن السطو المسلح وتعليقات الأردنيين

تم نشره الأحد 28 كانون الثّاني / يناير 2018 12:06 صباحاً
عن السطو المسلح وتعليقات الأردنيين
د.فطين البداد

لا أعتقد بأن ظاهرة التشفي أو التفكه بما وقع من سطو مسلح على مصارف في عمان مؤخرا  هو كلام عابر غير ذي معنى ..

 فأن يواجَه سطوٌ مسلح بتعليقات ساخرة في الشارع مما اضطر مديرية الأمن العام إلى إصدار تصريح  رسمي تستهجن فيه  تعاطف البعض  مع منفذي عمليات السطو وتذكرهم بأن هذا أمر مخالف للقانون ويخضع مرتكبه للمحاكم ،  يكشف بأن الأمر ليس مجرد تعليقات فيس بوك وخلافه ، ولا نكات يتم تداولها عبر الهواتف المحمولة وتطبيقاتها المختلفة ، فالأمن العام ، وهذا مؤكد ، لديه معطيات ربما تكون خطيرة وغير منشورة عن جرائم ترتكب بكل برودة في مختلف المحافظات  ولا يمكن أن تكون ما تعرف  بجرائم  " الخاوات  " أولها ولا آخرها ، ومن هنا جاء الإستهجان والتحذير .

ومع أنه  بالإمكان الحديث بإسهاب عن هذه القضية وذيولها ومعناها السوسيولوجي إلا أنني سأعتمد "مبدأ خير الكلام ما قل ودل "   فأدعو  من هذا المنبر لتشكيل  فريق متخصص  ومتفرغ لدراسة مثل هذه الظاهرة من قبل مختلف الجهات الرسمية المعنية وغير الرسمية  ومن الجامعات  لكي يتم تشخيصها فيسهل درء خطرها  ، دون أن ننسى بأن سياسة العصا الغليظة في ظل ارتفاعات الأسعار ورفع الدعم عن الخبز وتحرير السلع لا تغني فتيلا ولا تجدي ،  خاصة  مع وجود آلاف العاطلين عن العمل والمرضى الذين يتم مماطلتهم في حصولهم على إعفاءات طبية كما وقع مع الرضيعة التي توفيت قبل أيام ووالدتها تنتظر لأكثر من ثمانية عشر يوما تحويلها إلى المدينة الطبية لإجراء عملية قلب مفتوح فماتت قبل وصول التحويل ، وهي قضية أثيرت علنا في البرلمان  .

هناك  كثير من القضايا يمكن إخراجها والحديث عنها ،والمخفي أعظم ،  دون أن ننسى بأن هؤلاء الأردنيين الذين لا يمكن تبرير تعاطفهم مع هذه الجرائم ، وأدعو لرصدهم وتحذيرهم وإفهامهم خطأهم  ، أقول : هؤلاء أطلقوا تعليقاتهم بالتزامن مع عمليات السطو ، نعم ،  ولكن - أيضا - بالتزامن مع وضع الحكومة الأردنيين كالشموع  أمام عواصف البطالة والفاقة  والأسعار ، ولكي يكتمل المشهد ، وضعهم مؤخرا  أمام  بيع لوحة سيارة بالمزاد العلني بمبلغ نصف مليون دينار أردني .

المسألة ليست طبقية  وبرجوازية وبروليتاريا على رأي ماركس ،  بل هي شعور فطري بالحلم ، أي حلم ، حتى لو كان تعليقا ساخرا ومحرما ومن نسج الخيال .

د.فطين البداد 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات