مقايضة العميان والمُقعدين !

تم نشره الأحد 04 شباط / فبراير 2018 12:34 صباحاً
مقايضة العميان والمُقعدين !
خيري منصور

مقايضة الاعمى والمقعد هي صفقة القرون كلها، وكذلك مقايضة الطحالب والسرخسيات على سطوح المستنقعات التي تبدو خضراء، لكنها من فصيلة ما يسمى في ادبيات تراثنا خضراء الدمن!.
الاعمى الذي اعنيه ليس فاقد البصر الذي لا حول له ولا قوة، والذي قد يكون متسولا على باب مسجد او على الرصيف وقد يكون بفضل ارادته الباسلة وعبقرية بصيرته، طه حسين او بورخيس او بشار بن برد او المعرّي، والمقعد الذي اعنيه ليس من اصابه الشلل في جسده ومضى يعد ايامه ولياليه بانتظار الموت، لكن هناك مُقعدين حكموا العالم منهم رئيس امريكي ومنهم فلاسفة وفنانون وشعراء عظام، وهؤلاء شأن عميان البصر لا البصيرة لا حاجة  بهم الى المقايضات بحيث يجلس الكسيح على كتفي الاعمى ويكون له العينين اللتين يرى بهما الطريق بينما يكون الاعمى بمثابة ساقين تسعيان!
وبقدر ما نحترم فاقد البصر والمقعد وننحني لهما، ليست لدينا العواطف ذاتها ازاء مقعد الارادة وضرير البصيرة، فهؤلاء قد يكونون اصحاب مهن، او لديهم مزاعم وادعاءات بضرورة وجودهم في العالم كالملح الذي اذا فسد بلغ الفساد كل شيء! فالاحمق كما قالت سيمون دي بوفوار ذات يوم قد يجد من يعجب به ويرفع له القبعة، وهو الاشد منه حُمقا، تماما كما ان الفنان الرديء والكاتب الرديء يجدان بالضرورة من هو أردأ منهما، فتكون فرصتهم ذهبية ليصولا ويجولا وقد يرصّان الصدور باوسمة لا تتجاوز قيمتها اغطية زجاجات الكولا او الماء المعدني!
ويحرص العميان والمقعدون على المستوى الرمزي والذهني لا الجسدي على الابتعاد ما امكن عن الذين لهم عيون زرقاء اليمامة، او سيقان الغزلان، كي لا يظهر الضد قبح الضد تماما كما ان الضد يظهر حسنه الضد في سياق مُضاد!
مقايضات كتلك تؤدي بالضرورة الى قلب منظومة من المفاهيم والمعايير رأسا على عقب، بحيث يصبح الاقل قبحا بديلا للجميل والاقل غباء بديلا للعبقري والاقل كذبا وادعاء بديلا للصادق الصدوق !
اخيرا؛ ان الافاعي تشعر بلذة وانتشاء لا مثيل لهما حين تلدغ الغزلان من سيقانها!!!.

الدستور 2018-02-04



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات