عاموس يادلين : إسرائيل في مرحلة صدام استراتيجي مع إيران في سوريا

المدينة نيوز - : أجرى مراسل راديو إسرائيل الاتصال التالي مع اللواء المتقاعد عاموس يادلين رئيس مركز أبحاث الأمن القومي ، وقد ترجمته جي بي سي نيوز وتاليا نصه :
س- يبدو أن هناك رياح للحرب تهب في الشمال على خلفية القاعدة الإيرانية التي كشفت شبكة فوكس نيوز النقاب عنها في سورية، والتي تشمل صواريخ قصيرة وبعيدة المدى، قادرة على تغطية كل إسرائيل. هل تعتقد أن الصور الجوية التي تم عرضها للقاعدة موثوقة؟
ج- الصور موثوقة، بيد إن الصور الجوية لا يمكنها أن تؤكد وجود الصواريخ داخل المخازن في القاعدة، ولا شك أن أنباء الصواريخ جاءت من مصادر استخبارية أخرى. وربما أنك تتذكر إن شبكة بي.بي.سي. بثت صورا مماثلة لقاعدة إيرانية يتواجد فيه جنود إيرانيون، وبعد 21 يوما من بثها قصفت القاعدة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل بث صورة القاعدة الإيرانية الجديدة سيتحول هو أيضا إلى هجوم على القاعدة؟.
س- أعلن رئيس الحكومة إن إسرائيل لن تسمح بتمركز إيران في سورية عسكريا. ومن ثم فإن وجود هذه القاعدة يدخل تحت هذا القول، أي إن إسرائيل لن تسمح بوجودها.
ج- نحن نتحدث منذ كانون الثاني الماضي عن إصرار الجانبين: إصرار إيران على التمركز العسكري في سوريا، وإصرار إسرائيل على منع ذلك، الأمر الذي يضعنا على طريق الصدام مع إيران على الصعيد الاستراتيجي، أما على الصعيد التكتيكي، فمنذ حادثة العاشر من شباط، التي أسقطت خلالها طائرة حربية إسرائيلية، فإن الطرفين أكثر حذرا. وأعتقد أنه يجب علينا أن نهتم بنقطتين، الأولى: إرسال أسلحة متقدمة إلى حزب الله، وثانيا: بناء أية قواعد صواريخ إيرانية في سورية. السؤال هو: هل ستحافظ إسرائيل على نفس نمط العمل الذي يحول دون تمركز إيران في سورية، وكل مرة تتوفر فيها معلومات عن مثل هذا التمركز، سيتم ضربها أم لا. وأنا أعتقد إن أكثر النقاط تعقيدا هو أن يقوم الإيرانيون ببناء قواعد من هذا القبيل في لبنان. وقد سمعنا إن هناك نوايا إيرانية لذلك.
س- يبدو إن قواعد العمل في سورية تغيرت، فالأسد عاد إلى كرسي الرئاسة ويبدو الوضع مستقرا بالنسبة له، وروسيا تقف وراءه، ومن ثم إذا هاجمنا القاعدة الإيرانية، فقد تتسبب في نشوب حرب؟
ج- بشار الأسد ليس مستقرا على مكتبه. لقد انتصر حقا في معركته مع داعش، لكن العالم كله ساعده في ذلك، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا، لكن المعارضة السورية لا زالت قوية. لقد تحول الوضع في سورية من حرب أهلية إلى صدام بين الدول، فقد هاجم الأميركيون مليشيات نصف عسكرية، ومن بين أعضائها الكثير من الروس، وشاهدنا صداما بين تركيا وسورية، وبين إسرائيل وإيران، أي إن سورية تحولت إلى حلبة صراع بين الدول. وأنا لا أعتقد أن علينا أن نخوض حربا، بل يجب أن نوضح للإيرانيين أننا لن نسمح بتواجدهم، لكننا لن نصل إلى مرحلة الحرب، وهذا أمر هام جدا يجب أن نعمل عليه بالاعتماد على مقدرتنا الاستخبارية والتنفيذية.
المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة