المدينة نيوز تتابع من الجزائر قصة قاتل والدته على صلاة العشاء

المدينة نيوز – الجزائر - خاص – غنية قمراوي - : حادثة أليمة أضيفت مساء الأحد إلى قائمة جرائم الاعتداء على الأصول التي طرأت على المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، حيث أقدم شاب على قتل والدته بطعنة خنجر وهي تتوضأ لصلاة العشاء، ولاذ بالفرار متقمصا دور السكران الذي لا يدري عن الواقع شيئا.
جريمة شنعاء هزت قلوب وضمائر سكان حي العلوي بقسنطينة شرقي الجزائر، ارتكبها شاب في الخامسة والعشرين من العمر في حق والدته البالغة من العمر 50 سنة، أم لستة أطفال طعنها ابنها الأوسط بخنجر في القلب بعد انتهائها من الوضوء لصلاة العشاء فأرداها قتيلة وتركها جثة هامدة ثم لاذ بالفرار، ليعود بعدها إلى المنزل وعند مشاهدته أمه وهي تسبح في دمائها حاول التظاهر بالبكاء والصراخ وسارع لطلب النجدة في محاولة منه لإبعاد الشبهة عنه.
فحسب ما أفاد به شهود عيان، تم اكتشاف الجريمة من قبل أحد أبناء الضحية عندما عاد إلى البيت كعادته، وبينما كان متجها إلى المطبخ ليسأل أمه عن طعام العشاء وجدها جثة هامدة وهي ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء، ولهول الفاجعة بقي في مكانه مذهولا دون حركة قبل أن يطلق صراخا عاليا طالبا النجدة، حينها دخل شقيقه الذي يكبره في السن (القاتل) وارتمى على جثة أمه التي طعنها قبل لحظات قبل أن يخرج ويعاود وكأن شيئا لم يكن، وحاول حمل والدته على ذراعيه ونقلها إلى الخارج بغرض نقلها إلى المستشفى، غير أن الخطة التي وضعها للهروب من جريمة البشعة لم تنفع لأنه كان المشتبه الأول في مقتل الأم التي كان على خلاف معها على خلفية صراع عائلي بينها وبين زوجة أبيه الثانية التي تسكن معهم في نفس البيت.
الجريمة وقعت عقب خلاف نشب بين الوالدة وابنها بسبب تأخره عن البيت إلى ما بعد صلاة المغرب، وبعد اشتداد وتيرة الخلاف لجأ الابن إلى سكين المطبخ وغرسه في صدر الأم فلفظت أنفاسها حينا، حيث عجز تدخل أبنائها وحتى رفيق حياتها الذي تزوج منذ مدة بامرأة ثانية وأنجب منها طفلا من إنقاذ حياتها. وكان الزواج الثاني للأب سبب خلافه الدائم مع العائلة، باعتبار الزوجة الثانية تقيم معهم في بيت واحد وظروفهم المادية ليس على ما يرام وهي أقرب منها للفقر عن الراحة. ومع تلك الظروف أكد أقارب العائلة أن القاتل يعاني من اضطرابات نفسية بنسبة 30 بالمائة، في حين تؤكد المعطيات أنه مدمن على تناول المهلوسات والخمر، وتكون تلك الحالة النفسية التي تظاهر بها بعد اقترافه جريمته، حين أراد أن يوهم الجميع بأنه يعاني أزمة نفسية وكان في حالة سكر متقدم.
المتهم، الذي يشتغل كبائع متجول في الأواني المنزلية وقليلا ما يخرج من حال بطالته ليشتري ويبيع بعض الأغراض المنزلية، أنهى خدمته العسكرية منذ سنتين، ما يؤكد سلامة عقله، وبعد أن حامت الشبهات حوله غادر مسرح الجريمة إلى مكان مجهول في محاولة منه للهروب من رجال الأمن الذين حال وصولهم إلى مكان الحادثة سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج، فلم يعثروا عليه على إثر ذلك وباشروا عملية بحث مكثف انتهت بتوقيفه في وقت متأخر من الليل على مستوى الغابة المجاورة لحيه وهو في حالة متقدمة من السكر بعد تناوله كمية كبيرة من الأدوية المهلوسة والكحول• ودخل في حالة هيستيريا من الصياح والبكاء عندما ألقت الشرطة القبض عليه، حيث أمر وكيل الجمهورية بوضعه رهن الحبس المؤقت إلى غاية موعد المحاكمة.
وانتشر خبر الجريمة كالنار في الهشيم وسط الحي المذكور، وتحدثت المعلومات في الأول عن قتل الجاني لزوجة أبيه الثانية بفعل الخلافات، لكن اتضح أن المجني عليها لم تكن سوى أمه التي عاشت لأجله ولأجل إخوته الأربعة، وتحملت سوء المعيشة قبل أن تنتهي حياته مع نهاية العام عقب جريمة من العيار الثقيل هزت البلاد وقلوب العباد في الجزائر. وشيّعت عصر الاثنين جنازة الأم بعد مقتلها في أحزن المآسي التي يعتدي فيها الفروع على حق أصولهم في الحياة .