ثقة الحكومة بـ " الثقة " !

المدينة نيوز – خاص - بتول دانو تيكا : نكتب هذا التقرير في ليل الأربعاء – الخميس ، دون أن يساورنا أدنى شك بحصول الحكومة الرشيدة خلال تصويت مساء الخميس على ثقة البرلمان بنسبة عالية .
بداية ، لم يخل البرلمان وكلمات النواب من مفاجآت ، ونعتقد بأن آخر كلمة وهي لعبد الكريم الدغمي على حد علمنا هي بدء العد التنازلي للثقة التي يقال إن الحكومة وضعتها في " الجيبة " منذ أن أعلنت نتائج الإنتخابات النيابية وأصبح المرشحون نوابا .
اعتبرت الحكومة طوال هذه الفترة ( منذ إعلان النتائج وإلى أن بارك الفايز والنواب للرئيس وأعضاء الحكومة ) اعتبرت أن كل ما يقال تحت القبة من خطابات نارية لا يعدو أن يكون عواصف في فناجين ، ولذلك فإنها وبكل طاقمها لم تخش شيئا ولم تكن متوترة حتى خلال اجتماعاتها مع الكتل النيابية التي " عزمتها على الغداء أو العشاء بواسطة وزير الدولة للشؤون البرلمانية أحمد طبيشات " حيث جرى الحديث في كل تلك الجلسات عن أمور عامة ، ولم تعد الحكومة أحدا بشيء : لا وظائف ولا مكافآت ، وهو أمر يسجل لها ويشي بأن الحكومة ماضية في سياسة ( عدم الترضية ) التي هي مطلب انتظره الناس عبر كل الحكومات ، ولكن : هل عدم االإستجابة لطلبات نيابية يعني أن الحكومة سارت على هذا النهج في كل قراراتها أو وزاراتها أو مؤسساتها أو هيئاتها المستقلة أو شركاتها المساهمة العامة وغير ذلك من " ممتلكات " يعتقد بعض رؤساء الحكومات أنها " خاصة " وغير قابلة للأخذ والرد ؟؟
مراقبون يشكون في ذلك ..
ولكن : على ماذا استندت الحكومة في ثقتها بنفسها وثقتها بثقة النواب ؟؟
المعلومات التي تلقتها المدينة نيوز من مصادرها المطلعة كشفت أن رسائل نيابية كانت تصل الرفاعي تباعا ، وتبدى ذلك في مناسبة شهدتها المدينة ( وهذا مثال للتوضيح ) حين قال نائب للوزير وليد المعاني : إن كلمته ستكون شديدة من أجل قواعده ، ولكنه في النهاية سيمنح الثقة ، وإنه يطلب من الحكومة " أن لا تزعل عليه " غير أن المعاني أجاب النائب المذكور قائلا : نحن نعمل لصالح الوطن ، ولم يلتفت إليه ولا إلى الثقة التي وعد بها ، وهذه صورة من صور الثقة بالنفس التي تحدثنا عنها قبل لحظات ، وقس على ذلك " سواليف " وحكايات حدثت مع كل الوزراء بدون استثناء بحسب ما أفاض لمندوبنا أغلب هؤلاء ، والاهم : ما كان يعد خلف الكواليس والجدران .
لا شيء تخاف منه الحكومة وإن كان رئيسها يحرص على حصاد ذي غلال ، فهو – أي سمير الرفاعي – يعلم أن البيدر يعج بالحصادين والمنشدين والمتحمسين ، إلا أنه لا " منجل " في النهاية ، سوى منجل الحكومة .
حمى الله الأردن .