الراقصون في العتمة !

المدينة نيوز - خاص - علي عرسان - : لا يجوز بأي حال من الاحوال أن تبدأ معركة في غير زمانها بين النواب والصحافة ..
المعارك الأخلاقية والدستورية تبدأ في العادة بين الحكومات والصحافة ، وبين الحكومات والنواب تحت رقابة الصحافة ..
لا يحق للصحافة بالمرة أن تعطل عمل المجلس ، ولكن أيضا : لا يحق للمجلس أن يسلب الصحافة حريتها وإرادتها .
مطلوب من الصحافة أن تعطي بعض الوقت للنواب لنعرف أداءهم ، فلقد مر علينا نواب غير سعداء بمنح الثقة ، ومر علينا كذلك نادمون لحجبها ، ولا يجوز أن تقاس زلزلة الـ 111 بمقياس ريختر .
مع إيماننا بأن المجلس غير السياسي مجلس " فاضي " .. إلا أن بعض النواب اضطروا لمنح الثقة لأنه لا جدوى من حجبها ، فالحجب سيكلفهم – ربما – خدمات يودون تلبيتها ، ونحن في ظل حكومة تحاسب على النية ..
الشارع مصدوم من نسبة الثقة ، ولكنه مصدوم أيضا من ضيق النواب بالنقد ، وتحريضهم الحكومة على الإعلام ..
كان يفترض أن تشتكي الصحافة للنواب أي تجاوز عليها من قبل الحكومة ، أما أن يشتكي النواب للحكومة على الصحافة فإن هذه نكتة .
هي نكتة ، ولكن شر البلية أنها " بايخة " .
رئيس الحكومة تحدث عن الدستور خلال مداخلته ، ونسي أن الإعلام أحد مكونات الدستور ، والنواب – أيضا - تحدثوا عن الإعلام ، ونسوا أنهم بلا إعلام كالراقصين في العتمة .
الإعلام أسقط حكومات ، وأسقط مجالس نواب ، ولكننا متيقنون بان اتحاد الحكومة والنواب سيسقط أشياء كبيرة ضمنها السلطة الرابعة .
إن حدث وسقطت هذه السلطة ، فإن كل البلد – حينها - سترقص في العتمة .
علي عرسان