منطقة الأزرق ...بوابة البادية الأردنية وملتقى الحضارات

المدينة نيوز:- تعتبر منطقة الأزرق الواقعة في الصحراء الشرقية والتي تتمتع بمناخ معتدل واستقرار بشري على مر التاريخ، بوابة البادية الأردنية وملتقى الحضارات والمسارات ودروب القوافل التجارية.
وتضم منطقة الأزرق العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية المهمة ، والتي تعتبر مكانا جاذبا للسياح، مثل قلعة الأزرق وقصير عمرة وقصر أصيخم وحصن عويند، اذ شهدت قلعة الأزرق الشامخة بحجارتها السوداء وتصميمها المعماري ،عصورا تاريخية مهمة أبرزها في العصر الروماني، حيث كانت تسيطر على مفترق الطرق واعتبرت من أهم المحطات العسكرية في الشرق.
وتعتبر القلعة بناءً مستطيل الشكل، حيث يبلغ طوله 80 مترا طولا وعرضه 72 مترا ، حيث تتكون في الأصل من ثلاثة طوابق، اذ بنيت هذه القلعة في عهد القائد الأيوبي عز الدين أيبك.
واكد أستاذ علم الآثار والتاريخ في الجامعة الهاشمية الباحث الدكتور محمد وهيب لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان نتائج التنقيبات، أظهرت ان الهيكل الاجتماعي في البادية تكون من الأسرة النووية؛ التي اعتمدت على صيد حيوان أو رعي قطيع من الماعز أو الأغنام، ومما يؤكد ذلك وجود أعداد كبيرة من (المصايد) في منطقة البادية.
كما تمتاز البادية بوجود عدد من المنشآت العمائرية المميزة، حيث قام الرومان ومنذ مطلع القرن الثاني وحتى نهاية القرن الرابع الميلاد بفرض سيطرة عليها وبناء العديد من القلاع والقصور.
وبين الدكتور وهيب ان البادية الشرقية وصلت قمة ازدهارها في العصر الأموي، حيث بني على أرضها عددا من القصور المتميزة، التي من أهمها قصير عمرة الذى أدرج الى لائحة التراث العالمي لاحتوائه على رسومات جدارية متميزة وأيضا فيه أقدم خريطة فلكية للقبة السماوية في العالم.
ولفت الى ان الخريطة والرسومات الجدارية أبهرت علماء الآثار والتراث ،حيث أكدت المكتشفات درجة الرقي والتحضر الذي وصل اليه المسلمون في العصور الاسلاميه في مجال فن هندسة العمارة والزخرفة والبحث العلمي وفي مجال الفلك .
وأضاف الدكتور وهيب ان حصن عويند (قصر عويند) يعتبر أحد القلاع الرومانية التي بنيت للدفاع وحماية بوابة وادي السرحان ، حيث يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثالث والرابع الميلادي، اذ يقع هذا الحصن جنوب غرب الأزرق بنحو 15 كيلومتر، فهو جزء من سلسلة من الحصون التي أقامها الرومان لحماية حدود الامبراطورية .
أما قصر أصيخم الواقع على تل مرتفع، والذي سمي كذلك لشدة سواد الحجارة التي بني منها، فانه يطل على السهول ويحيط به حجارة نقش عليها كتابات ورموز صفوية ، حيث شيده الرومان واستخدمه الأنباط لمراقبة قوافلهم التجارية ، فيما تم استخدامه أيضا كمحطة لاستراحة الحجاج فيما بعد.
وأشار الدكتور وهيب الى ان قصر عين السل، الذي تم تشييده بالحجارة البازلتية السوداء، هو قصر ذو ساحة مكشوفة تحيط بها مجموعة من الغرف وفيه معصرتي زيتون، فهو عبارة عن قصر موجود وسط فناء زراعي تابع له في جهته الغربية يتبعه حمام يتألف من ثلاث أو أربع غرف ومن هنا تبرز أهمية هذا القصر لاحتوائه على حمام، الأمر الذي يدل على انتشار بناء الحمامات في الفترة الأموية.
ونوه الدكتور وهيب ان الأبحاث الأثرية التي أجريت في البادية الأردنية، أثبتت أن المجتمعات الزراعية عاشت في هذه المنطقة في عصور ما قبل التاريخ وذلك بالرغم من الظروف الطبيعية في البادية التي حّدت مِن تواجد المراكز العمرانية ."بترا"