محاضرة حول عوامل البطالة في الأردن

المدينة نيوز :- ناقش لقاء منتدى الفكر العربي مساء الأحد، موضوع "التدريب من أجل التشغيل وأثره في مكافحة الفقر والبطالة".
والقى مستشار التدريب وعضو مجلس إدارة جمعية المدربين الأردنيين واتحاد المدربين العرب عبد الرحمن العتوم، محاضرة تحدث فيها حول عوامل نشوء البطالة في الأردن، ابتداءً من الهجرات المستمرة من الدول المجاورة والصديقة ووجود أعداد كبيرة من العمالة الوافدة من جنسيات عربية وغير عربية.
و قال العتوم، إن الأردن كان منذ نشأته ملاذاً للعديد من المهجرين واللاجئين من دول مجاورة وغير مجاورة تعرضت أراضيها للاحتلال أو للحروب والاضطرابات والنزاعات المسلحة، مما جعل معدل النمو السكاني يرتفع بشكل غير طبيعي لتصل نسبة غير الأردنيين إلى حوالي 30,61% من السكان.
وأوضح العتوم أن الدولة هي المسؤول الأول عن تأمين الوظائف لمواطنيها من الشباب المتعلم من خلال التوظيف في القطاع العام، ووضع خطط تنموية لتنشيط الاقتصاد من خلال تشجيع القطاع الخاص على إقامة المشاريع والشركات والصناعات، وتشجيع المستثمرين لتوظيف أفراد المجتمع المؤهلين للعمل أو من خلال عقد اتفاقيات تسهل العمل للمؤهلين لدى الدول الأخرى المجاورة والصديقة.
وأشار إلى أن القطاع العام أصبح غير قادر على استيعاب أعداد الخريجين المؤهلين للعمل بسبب انتشار التعليم بشكل كبير، ومحدودية الوظائف في القطاع العام، وكذلك أصبح هناك عمالة محلية فائضة عن الحاجة من حملة الشهادات الأكاديمية، مما يؤكد دور التدريب لحل الجزء الأكبر من المشكلة.
وقال إن التدريب يشمل نوعين: الأول تدريب من أجل تنمية المهارات وتغيير السلوك، والثاني تدريب من أجل التشغيل بما في ذلك التدريب المهني، والتدريب ضمن التخصص، والتدريب المخالف للتخصص.
وأضاف أن الحكومة تهتم حالياً بالنوع الثاني وهو التدريب المهني من أجل التشغيل، بهدف إنشاء مؤسسات ومشاريع تعتمد على الذات، ولسد حاجة سوق العمل في القطاع الخاص من المهن غير المتوافرة في سوق العمل.
كما توجهت الحكومة إلى تعديل القوانين والأنظمة التي تخدم الاقتصاد والتقليل من أثر البطالة والفقر، وكذلك توجهت الحكومة إلى إنشاء معاهد ومراكز تدريب مهني بناءً على دراسات السوق وحاجة أصحاب العمل من العمالة المحلية، والحد من العمالة الوافدة بالرغم من تفاقم مشكلتي الفقر والبطالة بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة في الدول المجاورة وتأثيرها السلبي على معدلات النمو الاقتصادي.
أدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام للمنتدى ووزير المالية الأسبق، محمد أبوحمور، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن مشكلة البطالة هي بحد ذاتها كمتغير ونتيجة لتحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية، أحد أبرز مظاهر تراجع النمو في المنطقة العربية، وتبلغ 17,9% أي ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي للبطالة.
وحذر أبو حمور من تسارع ارتفاع معدلات البطالة؛ مشيراً إلى الحاجة لإيجاد حوالي 5,5 مليون فرصة عمل في الوطن العربي خلال السنوات العشر القادمة.
--(بترا)