الاردنيون ليسوا رعاعا !

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي : استقبل الأردنيون العام الجديد برفع أسعار المحروقات بنسبة غير مسبوقة ، واستقبلوا العام الجديد بمشروع قانون موازنة يحوي عجزا يزيد عن المليار ، واستقبلوا العام الجديد بارتفاع أسعار كثير من السلع وعلى السكيت .. لويش الطويلة : استقبلوه بكل ما يغث البال ، ويسم الحال ..
من أين ستفي الحكومة بالتزاماتها التي تعهدت بها للنواب من مدارس ونفقات رأسمالية لا تتعهد بها أي حكومة ميسورة .. إن كان ثلثا الموازنة ذاهبا للرواتب ، ومن أين ستفعل ذلك إن كانت الحكومة نفسها لا تعرف مقدار المنح التي ستصل شأن أي حكومة نامية أخرى ، ومن اين سترضي الحكومة الناس إن كانت هي غير راضية عن نفسها لأن أداءها طوال العام الفائت " حكي فاضي " بشهادة وزراء من داخلها وخبراء ومثقفين وبائعي خضار ..
أعان الله الحكومة على بلاويها ، فمن جهة ، هي مثل بالع الموس ، لا تستطيع أن تعلن إفلاسها ، ولا تستطيع ان تنفق على نفسها بنفسها ، ومن أجل ذلك فإنها تشتغل معنا " تجارة " وتظنها " شطارة " .. وعليه فإنها تتعامل معنا على أساس مختلف وليتها تطبق القانون القديم الذي لخصه مثل " الدفاتر القديمة " الذي يعني لجوء التاجر إلى دفاتره لتحصيل أمواله عند شح الموارد ، بل إنها طبقت نفس المثل ولكن ليس على الدفاتر ، بل على الناس ، فالمواطن هو أفضل سطر في دفتر ديون الحكومة ، وأفضل مورد في سجل واردات الحكومة ، وأفضل ممول في صفحة تمويل الحكومة ، والأردني هو الذي يدفع رواتب الوزراء والأعيان والنواب وكبار المسؤولين وصغارهم ، وهو الذي يدفع الضرائب مجهولة الهدف ، وهو الذي يتحمل غلاء الأسعار ، وهو المطلوب منه أن يهتم بالدولة كلها وما في حد سائل عنه ..
نريد أن يطبق الدستور على كل شيء ، لا على أشياء واشياء ، نريد ان تطبق الحكومة الدستور من حيث أن على المواطن واجبات ولكن له حقوق ، له حق أن يعيش بكرامة ، وأن يتعلم بكرامة ، وأن يتداوى بكرامة ، وأن يأكل ويشرب بكرامة ، وأن ينام بكرامة ، وأن يوفر له مسكن بكرامة ( لولا سيدنا لما شممنا رائحة مشروع سكن كريم وفوق ما قيل فإنهم نهبوه وخربوه وأخرجوا منتفعيه من ثيابهم ) نريد باختصار أن تحترمنا الحكومة وأن لا تعتقد أن الأردنيين مجرد رعاع .
الأردنيون ليسوا رعاعا : الاردنيون يفهمون أكثر من " أتخن " حكومة ، صحيح أنهم من أفقر العرب ، إلا أنهم من أكثرهم مروءة ، ومن أكثرهم كرامة ، وأكبرهم إباء ،وليس كفرا ولا تعديا ولا خروجا عن النص أن نطالب بحكومة تحمل هذه المواصفات .
حمى الله الاردن .