غصيب يحاضر في إشكالية العلاقة بين الفيزياء والرياضيات

المدينة نيوز :- القى المفكر واستاذ الفيزياء عضو مجلس امناء الجامعة الاردنية الدكتور هشام غصيب محاضرة بعنوان "إشكالية العلاقة بين الفيزياء والرياضيات" حول مفارقات العلاقة بين الفيزياء والرياضيات مساء امس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان.
واشار الدكتور غصيب؛ الى ان تطبيقات الرياضيات تدخل في معظم العلوم، لافتا الى ان العلاقة بين الفيزياء والرياضيات علاقة خاصة وضرورية وعضوية تدخل في جوهر الفيزياء واطلق عليها وصف علاقة "ما هوية"، مبينا ان الفيزياء التي يتحدث عنها هي الفيزياء الحديثة التي بدأت مع العالم "غاليليو" في القرن السابع عشر، وليست الفيزياء القديمة التي انطلقت منذ ارسطو.
وتحدث عن مفارقات العلاقة بين الفيزياء والرياضيات، مبينا انها غير موجودة بين العلوم الاخرى.
واشار الى ان ابرز المفارقات واولها في الفيزياء الحديثة هو ان قوانينها رياضية الجوهر، ولا يمكن التعبير عنه دون الرياضيات، ومنها قوانين غاليليو ونيوتن وكبلر والجاذبية وحفظ الطاقة وحفظ الزخم الخطي وحفظ زخم الزاوية وحركة الكواكب والكهرومغناطيسية وميكانيكا الموائع والنظرية النسبية الخاصة والنسبية العامة وميكانيكا الكم والاوتار وغيرها.
واعتبر ان هذه العلاقة بدأت مع غاليليو واصفا عمله بانه "ريض" الطبيعة اي استخدم الرياضيات في فهم الطبيعة وحركتها، مشيرا الى ان غاليليو قال ان الطبيعة عبارة عن كتاب مفتوح لغته مكونة من اشكال هندسية وارقام، وان اي قانون في الطبيعة هو عبارة عن علاقات رياضية بين الكميات الفيزيائية.
وبين ان المفارقة الثانية انه في الواقع دون الرياضيات لا تقوم الفيزياء لان الاخيرة تقوم على التجربة الدقيقة وان الرياضيات تجعل من الممكن الانتقال من العام الى الخاص في قوانين الفيزياء، ومن ثم محاكاتها في المختبر.
وقال ان المفارقة الثالثة ابتدأت مع نيوتن الذي يعتبر من ادخل تطبيقات علم الحسبان (علم العلاقات اللانهائية في الصغر والعدد) الى الفيزياء، بحيث اصبح التعبير عن القوانين عن طريق المعادلات التفاضلية والتكاملية التي بدورها اصبحت قوانين لانتاج المعرفة في علوم الفيزياء الحديثة.
ولفت الى ان المفارقة الرابعة هي اشكالية المعنى الفيزيائي، موضحا ان الفيزياء الكلاسيكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت تبدأ في المعنى ويتم استكماله بالرياضيات وليس العكس، وان البعد الرياضي يكمل المعنى الاجرائي والتجريبي، وننطلق من هذا المعنى الذي يرتكز الى الاجراء والتجربة الى التعبير الرياضي، فيما في القرنين العشرين والواحد والعشرين انعكست الامور حيث دخل التأويل في علوم الفيزياء المعاصرة، واصبح ضروريا في اي تحول في الفيزياء.
وجرى في ختام المحاضرة التي حضرها عدد كبير من الاكاديميين والمثقفين والمهتمين مناقشة عدد من المفاهيم الفيزيائية والعلاقات الرياضية في اطار فلسفي يحاكي الطبيعة والكون.