نقسم بهذا البلد !
المدينة نيوز – خاص – كتبت داليدا العطي : هذه البلد تستحق أن نحبها وأن نبذل في سبيلها كل غال ورخيص ، ولا يجادل أحد في حق إنسانها بقول ما يشاء ضمن حدود الدستور والقانون ، وهذه البلد تستحق حكومات بحجمها وبحجم طموحات شعبها وشجرها وحجرها ،ولكننا نظن أنه لو كان الامر بيد هذه الحكومة التي بهدلت صحتنا لخرجت بأضعاف ما خرجت به تخفيضات الأسعار ، وبإجراءات أفضل مما تم اتخاذه من خطوات على صعيد مراقبة السوق وتحمل الفروقات على مواد غذائية أساسية ، ولكن العجز في الموازنة فرض نفسه فجاءت هذه الخطوات المتواضعة فعلا ، ولكن المقبولة أيضا في ميزان مراعاة الظرف الوطني الذي نشترك في وجوب مراعاته كلنا جميعا بدون استثناء .
توجيهات الملك للحكومة مرآة عاكسة لصورة القيادة التي تحمل وتتحمل هموم الناس ومتاعبهم المعيشية والإقتصادية ، وجولات الملك الخارجية التي لا تتوقف ، ومشاريعه الوطنية الكبرى هي في حقيقتها تحديات وطنية لا يمكن لنا تحقيق غاياتها إلا بالتكاتف والتعاضد معا يدا بيد ، وكتفا بكتف ، وحينها يتسنى لنا مواجهة عتمة الدين ، وناب الغلاء ومخلب البطالة ، فهذا الثالوث الخطير لا يصده سوى التفكير بهدوء والتعاون بهدوء والتشارك بهدوء ، أما إن انفلتت الأمور من عقالها فإن الخاسرين هم نحن جميعا ، والمتضررين نحن جميعا ، وفي النهاية فإن النادمين نحن ولا أحد سوانا .
ندرك إن الحكومة الحالية التي لم " تنزل " لنا يوما " من زور " في هذا الموقع ، ولن تنزل بالمناسبة ، لم تدخر وسعا في تنفيذ التوجيهات الملكية لها في التخفيف " الفوري " على الناس ، ولم تكن لتسعى جاهدة للتعاون بهذا الإتجاه لولا الأمر الملكي والتدخل الملكي ، وإن ظلت بهذه الصفات والسلوكيات فهي الحكومة التي قد يحترمها الناس وإن كان احتراما مشمشيا ، فمطلوب منها في هذه الظروف أن تظل على النهج الذي رأيناه خلال اليومين الماضيين : أن تكون بين الناس ومع الناس ، وأن تشرح لغير الفاهم قبل الفاهم وغير المدرك قبل المدرك ظروف البلد بدون استعلاء واستخفاف ، وعلى الحكومة أن تعرف بان الشعب يعرف مواطن الداء وخبيء الدواء ، ولا يجدر بها أن تزاود على الأردنيين في حب الملك والبلد وأمن البلد ومصالح البلد ..
ما كان بـ " قـِدر " الحكومة أخرجته " مغرفتها " وليس من الحكمة هذا الأوان خروج الناس أفواجا في مظاهرات واعتصامات غير محسوبة نتائجها على اقتصادنا الوطني ، وإذا كانت الأمور في ظل الهدوء كما نرى ونحس ، فما بالنا لو انعكس الأمر – لا سمح الله - .. وما بالنا لو تطورت المسيرات إلى أعمال تخريب وهدم وحرق ..
كل رأسمال الحكومة – عندها - أن " تروح " ويا دار ما دخلك شر ، بينما سنظل نكتوي نحن بآثار مديونيتنا وما جنته أيدينا ..
الحكمة أن نحافظ على بلدنا من أي هزة ، وأن لا نسمح لأحد ، لا للحكومة ولا لغيرها باستفزازنا ودفعنا إلى الهاوية ، فالبلد اسمها الاردن ، وليست سمير الرفاعي .
حمى الله الأردن .

