بائع الخضار المتجول الذي اشتعل فأشعل تونس

المدينة نيوز – خاص – كتب جهاد جبارة - : محمد البوعزيزي ",إنهض أرجوك فالموت لا يليق بك في آناء هذه الليالي المضيئة التي هزمت حلكة ليالي حبيبتي الخضراء "تونس "
"محمد البوعزيزي "صفعته,وبصقت على وجهه "شرطية "إمرأة لأنه لم يك يملك رسوم تجديد رخصة عربة خضار,وفاكهة مُتجولة!في زمن البطالة,والتجويع الذي مارسته طغمة الفساد التونسي!.
الجامعي,بائع الخضار المتجول بشرف "محمد البوعزيزي "لم يجد مفراً من أن يوقد نار الثورة التونسية الحديثة,مشعلاً إياها بعظمه,ولحمه,وبكل آمال عائلته التي انتظرت إيابه لكنه أبى الإياب للحياة,وأبى الرجوع لبيته إلا بعد خروج الطاغية الذي حوّل "تونس "إلى سوق تتكالب عليه أنياب جحافل مصاصي دماء الشعب!.
بائع الخضار المُتجول "محمد البوعزيزي "أجاد قراءة آمال شعبه,وأمنياته,واشتم رائحة وقود تسري في عروقه ولا تنتظر سوى الشُعلة,فكان هو الشُعلة,ولعلي أسمعه وهو يوقد في جسده النار يُردد بعضاً من ملحمة "ابو القاسم الشابي "
هو الكون حيّ يحب الحياة ويحتقر الميت مهما كبُر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور ولا النحلُ يلثم ميت الزهر
إنهض يا "لبوعزيزي "فالأرض حول قبرك,والفضاء فوق قبرك,وبرد الشتاء الذي أحرقت فيه الطغاة يحترق,وكل ما حولك يحترق!.
إنهض يا "محمد "التونسي البهيّ,فالعربة تنتظر عودتك لكنها هذه المرة لا تحمل خضارا,وفاكهةً بل شهداء أبهرتهم نارك,فتبعوها غير آبهين بعذاب الحرق!,فالشهداء لا يتعذبون,بل يُعذبون طغاتهم,وصائدي أحلامهم!.
إنهض يا "لبوعزيزي "وابعث لكل المعذبين في الأرض رائحة حريق جسدك المُهترئ الذي لا بد وأن يرممه تراب "تونس "الذي نال حريته أخيراً!
" محمد البوعزيزي "
هو شاب جامعي تونسي يعمل بائعا متجولا، قام في أواخر ديسمبر 2010 بإحراق نفسه في مدينة منزل بوزيان بولاية سيدي بوزيد وسط تونس، احتجاجا على مصادرة عربته التي يستخدمها لبيع الخضار والفواكه. وأعقبها حادث آخر مشابه لشاب جامعي يعاني من الفقر والبطالة. وامتدت تلك الاحتجاجات إلى مدن أخرى منها صفاقس والقيروان وسوسة ومدنين.
وفي 5/1/2011 توفي متأثرا بحروقه بمركز الإصابات والحروق البليغة في بن عروس بالعاصمة التونسية .
هذا الشاب دخل اتاريخ من أوسع أبوابه ، مع تذكير لا بد منه وهو أن قتل النفس سلوك حرمه الإسلام .
محمد البوعزيزي
محمد يحرق نفسه
الرئيس الهارب والمخلوع بن علي يزور محمد قبل وفاته
الزميل الكاتب جهاد جبارة