في موسم مهرجانات التمور تذكر الضمادون الجدد والنتيجة صفر

المدينة نيوز :- مشروع (الضمادون الجدد) الذي أطلق في العام 2009م ضمن مهرجان عنيزة للتمور هو أول المشاريع السعودية المنظمة لتوطين أعمال التمور .

قبل هذا المشروع كانت المحاولات لتوطين أعمال التمور يتم بإجتهادات وجهود خاصة لم تصل لحد التنظيم المؤسسي .

لكن مشروع (الضمادون الجدد) نقل هذه المحاولات من الفردية لينقلها للعمل المنظم والمدروس..

المشروع أعتبر يومها من أكثر المشاريع ريادة .. وحظى بإهتمام إعلامي ورسمي كبير .

المشروع كان شراكه بين القطاع الحكومي مثلاً بصندوق تنمية الموارد البشرية ومهرجان عنيزة للتمور ممثلاً عن الجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة بهدف تدريب 40 شاباً على كافة أعمال التمور مقابل مكافأة شهرية تدفع من الشريك الحكومي . يهدف تأهيل هؤلاء الشباب لدخول في اسواق التمور وممارسة أعمالها المختلفة .

كنت أحد أعضاء الفريق العامل لهذا المشروع .. وأمتلك إرشيف خاص لهذا المشروع منذ بدايته وحتى نهايته وإنسلاخه الطبيعي من المهرجان وإنتقاله إلى مؤسسة خيرية خاصة تولت مشكورة إكمال المهمة .

بعد نهاية التدريب (90) يوماً خفت بريق :(الضمادون الجدد) ولم نعد نعرف عنهم شيء .. كانت تظهر أصوات .. قالوا : أسسوا شركة للتمور .. وقالوا: أحترفوا العمل بالتمور .. وقالوا : أبتعدوا وهجروا التمور ..

أختفت المعلومة عن هذا المشروع الرائد .. الذي وصل صوته وبريقه عنان للسماء .

قبل عام أو تزيد وفي جلسه إجتماعية حضرها شخصية ذات مقام رفيع ثم التطرق لشؤون توطين التمور .. وتطرق تحديدا ( للضمادون الجدد) حيث مازالت حقيقة مصير المشروع غانيه.

بعد أيام معدودة كلفت من ذات الشخصية عالية المقام لإعداد تقرير ميداني عن مصير المشروع ..

بحثت بما لدي من أرشيف وتواصلت مع الضمادون الأربعون أو من كنت أعتقد أنهم أربعون . لأكتشف إن العدد فاق الأربعون .

حيث إن المشروع كان يدخله شباب ويغادر بعضهم ويرشح غيرهم ليسجلوا في المكان الشاغر ..

عقدت ثلاث لقاءات شمل 17 شاباً كلهم برتبه (ضمادون جدد سابقون ) الأول شمل أربعة والثاني سبعة والأخير ستة ...

المعطيات كثيرة من اللقاءات .. المفاجأة المذهلة التي اكتشفتها من اللقاءات والتي لم يتوقعها حتى أكثر المتشائمين يوم أنطلق المشروع أن الأثر للمشروع كان صفر .. نعم صفر .. ولا يوجد أي معنى آخر للصفر . سوى أنه صفر ..

والأربعون شاباً ومن سلك معهم بعد نهاية المشروع لم يعمل أين منهم في التمور في عام 2017م من بقى منهم على قيد الحياة عمل في القطاعات الحكومية وغيرها بعيداً عن التمور ..

هذا يعني إن مشروع التوطين السعودي الأول للتمور لم يعطي الأثر الذي من أجله أنطلق ..

وهذا يعني أن الجهود الحكومية وجهود المهرجان والجهات المبادرة لم تصل إلى الهدف الذي تعاون الجميع من أجل الوصول إليه . والمحصلة الاهم أن مشاريع توطين أعمال التمور تحتاج إلى صياغة خاصة ومنهج عملي خاص للوصول إلى الأثر والهدف المنشود . ويجب أن تقرأ تجربة مشروع الضمادون الجدد بعناية فائقة للإستفادة وأخذ الدروس والعبر والإستفادة من الإيجابيات والسلبيات لهذا المشروع الذي يستحق أن يقدر كل من عمل عليه وبادر في دعمه وتشجيعه .