الولادة بسن متأخرة لا تضر بالمولود...

المدينة نيوز- قد تكون مصطلحات مثل "الأمومة المتأخرة"، أو "تعدد الولادات المتأخرة"، أفضل طريقة لوصف ظاهرة ارتفاع معدل جيل النساء اللاتي يلدن لأول مرة، والتي انتشرت بشكل واسع خلال العقد الأخير.
وكما في كل البلدان، بدأت هذه الظاهرة بالبروز شيئا فشيئا في إسرائيل أيضا. بل إن بعض الأطباء يعتقدون أن هناك تشجيع حكومي وقانوني لهذه الظاهرة، من باب أن الدولة تمول علاجات الحفاظ على الخصوبة للنساء حتى جيل الـ 50 عاما. هذا الأمر، يزيد من عدد النساء اللاتي يؤجلن الحمل والولادة لمصلحة التقدم المهني والاقتصادي، وحتى نتيجة لرغبتهن بالزواج المتأخر.
في عصر التكنولوجيا والتطور اللذين يتيحان للسيدات الحمل بشكل متأخر، فإننا من الطبيعي أن نلاحظ باستمرار، ازدياد عدد السيدات الحوامل بجيل 40 وحتى 50 عاما.
ضرر للأم، وليس للمولود!
هذا الموضوع، يشكل مجالا واسعا لعدد كبير من الأبحاث: الأخلاقية، النفسية، الاقتصادية وغيرها. فبحسب التعريف العلمي الأمريكي: "والدة كبيرة السن"، هي كل سيدة تلد بعد أن تجاوزت سن الـ 35 عاما. لكن، خلال العقد الرابع من العمر (بين 30-40 عاما) تكون نسبة المشاكل الطبية بين السيدات الحوامل منخفضة، بينما تركز الأبحاث الجديدة على فحص هذا النوع من المشاكل لدى الأمهات الأكبر سنا.
وقد أجري مؤخرا بحث في المركز الطبي "بيلينسون" في "بيتاح تكفا"، جمع العلماء من خلاله معلومات عن الحمل، الولادة ووضع الجنين بعد الولادة مباشرة لدى الأمهات الوالدات اللاتي يبلغن أكثر من 45 عاما.
شملت مجموعة البحث 177 سيدة من مختلف الأصول العرقية والطوائف. وكانت 27 سيدة منهن فوق جيل الـ 50 عاما. فتبين من نتائج البحث أن 70% من المشاركات كن يخضن أول تجربة لهن مع الحمل. 80% منهن حملن بفضل التبرع لهن بالبويضات، و20% فقط حملن بشكل طبيعي.
مقابل مجموعة البحث، أقام الباحثون مجموعة مراقبة شملت 5500 سيدة والدات، تم تقسيمهن لثلاث مجموعات عمرية بين 20 عاما و44 عاما.
بينت النتائج أن الافتراض الأولي حول صحة الوالدات "كبيرات السن"، كان صحيحا، وكان الحمل بجيل متأخر سببا مباشرا للمشاكل الصحية.
فكلما ازداد عمر السيدة الحامل (بمعزل عما إذا كان هذا الحمل هو الأول أو لا)، كلما ازدادت المشاكل الصحية التي عانت منها الوالدة. من هذه المشاكل: سكري الحمل، تسمم الحمل، ارتفاع ضغط الدم، وحتى الولادة المبكرة. وبالمناسبة، وصلت نسبة اللاتي ولدن بعملية قيصرية من بين الحوامل كبيرات السن إلى 80%.
أما النتيجة المثيرة للانتباه، فقد كانت تتعلق بالمواليد وليس بالوالدات: "فقد تبين أن نسبة التعقيدات الطبية التي تصيب الأمهات بصورة كبيرة، لا تنعكس بالضرورة على مواليدهن. فالنتائج الواضحة جدا أكدت أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بين مواليد السيدات الكبيرات بالسن"... ( انترنت )