الاحتفاء بإشهار كتاب "أفكار غناسيقية" للدكتور حسين الاعظمي

المدينة نيوز:- احتفى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بإشهار كتاب "أفكار غناسيقية" لمؤلفه الدكتور حسين الاعظمي، مساء أمس الاثنين في قاعة عبدالحميد شومان بعمان.
وفي الاحتفائية التي قدم فيها حول الكتاب فيها الدكتور مجيد السامرائي قراءة فنية وادارها، عميد كلية الفنون في جامعة اليرموك الدكتور محمد غوانمة، قال السامرائي، إن "الكتاب يحتوي على أجزاء مهمة من حياة المؤلف، وهو يؤرخ لتاريخ منذ أن كان الأعظمي بطلاً في المصارعة الحرة والرومانية، لينتقل بعدها إلى اعتناق المقامات، بعد أن عاف حلبات القتال".
وأضاف "عنده لكل مقام لون، وعطر ومذاق، يحن إلى جمعة بغداد في شارع المتنبي، هناك حيث صال وجال ونال، فإذا كان الناس بين بسط ومقام، فإن أسمه في البدء لا في الختام .. إنه حسين الأعظمي".
وبين أن المؤلف قام بجمع كل شيء حول أعمدة الغناء المقامي الكبار أمثال "القبانجي، والقندرجي، وحسن خيوكة، ويوسف عمر، وعبد الرحمن العزاوي، ثم سيدة المقام الاولى مائدة نزهة".
ورأى أن للمقام أصول تبدأ بـ "التحرير، والقطع، والأوصال – الجلسة ثم الميانة، وأخيرا التسليم، مشيراً إلى أن المقام "مؤلفة غنائية لها قواعد محدودة لانتقال المغني من نغم إلى أخر ليكون الارتجال الغنائي نصيب فيه"."وفق بترا"
وأعتبر أن الأعظمي يناضل بين الطريقتين "القندرجية والقبانجية"، لكنه، في هذا المقام، يخالف العلم والمنهج، وهو يميل للقبانجي، وفقاً للسامرائي.
أما المؤلف الأعظمي فقد بدأ حديثه بقراءة قصيدة "غيري على السلوان قادر"، لأبن الفارض.
وعن الكتاب، قال الأعظمي إن "كثير من الشعراء الذين اخترت إحدى قصائدهم وزينت بها الكتاب، وكثير من اللوحات التشكيلية الجميلة التي وضعتها في بداية ونهاية كل فصل من فصول الكتاب لفنانين عراقيين وغير عراقيين".
وبين أن "الكتاب يشتمل على مجموعة بحوث ودراسات قدمت في مؤتمرات الموسيقا العربية بدار الأوبرا المصرية، مشيرا إلى انه ذهب إلى أن المقام العراقي يختلف عن الأغنية الحديثة التي تعكس ثقافة الفرد في المجتمع؛ بسبب أنها لا تتعدى أن تكون تجارب فردية، وفي وقت زمني محدد، بعكس التراث الذي يعكس ثقافة المجتمع كله، على مدى التاريخ.
وألقى المؤلف الضوء على الناحية الإبداعية في غناء المقام العراقي خلال 75 عاماً المحددة بين المؤتمر الأول للموسيقا العربية في القاهرة العام 1932 حتى العام 2007؛ التي كان رائدها ومثيرها الأول محمد القبانجي.
واستعرض ولادة الموسيقا العراقية الجيدة في القرون الماضية عموماً والمقام العراقي خصوصا، معتبرا أن أهم انجازات تطور المقام العراقي ظهور جهاز التسجيل الصوتي الذي أمسى انعطافة مهمة في مسار الحياة البشرية على مدى تأريخها. ورأى أن الإبداع المقامي كان قبل القرن العشرين، إبداعاً يكاد يكون محلياً؛ حيث كان التفاعل الدرامي منصبا بين المقامات وتفصيلاتها، في الحذف والإضافة والتغيير والتقديم والتأخير بدينامكية هيكلية.
من جهته، قال غوانمة خلال تقديمه الأمسية "تنبع أهمية هذه الأمسية من كون أنها تخاطب أرض العراق (أرض السواد)، كما أنها تتحدث عن الأعظمي؛ الفنان العظيم الذي قدم أبحاثا كثيرة حول المقامات العربية والعراقية خاصة".
وأضاف إن "كاتبا مثل الأعظمي صاحب الشخصية المميزة، قد أبدع، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، في نحت الكلمات من خلال الكتاب الذي بين أيدينا، الذي ركز فيه على الغناء والموسيقا".
واختتم المؤلف الأمسية، بغناء قصيدة "مالنا" للمتنبي، ثم قام بتوقيع عدد من نسخ كتابه للحضور.