د.الحراسيس يحاضِر لسَيّدات المجتمع حول مفهوم الذات من منظور إسلامي

المدينة نيوز :- استضاف مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل ( نادي السباق )، الدكتور أحمد الحراسيس مدير وحدة التخطيط والتطوير المؤسسي في دائرة الإفتاء العامة لإلقاء محاضرة حول مفهوم الذات في المنظور الإسلامي ،وذلك ضمن سلسلة الندوات والمحاضرات التمكينيّة التي يعقدها المركز باستمرار للسيدات ، حضرها مجموعة من موظفي المركز وسيدات المجتمع المحلي .
ذكر الدكتور احمد الحراسيس خلال المحاضرة أهمية التشريع الإسلامي في تحقيق مصالح الناس وحاجاتهم، و راحتهم و تحقيق السعادة للإنسان ، وتأمين مصالحه، و جلب المنافع له، ودفع المضارعنه، التي ترشده إلى الخير، وتهديه إلى سواء السبيل، وتدله على البر، وتكشف له المصالح الحقيقية، لتكون سبيلاً ودليلاً لتحقيق هذه المقاصد والغايات، وحفظ حقوقه وواجباته وصيانتها، وعدم الاعتداء عليها.
وأشار إلى مخاطر وقوع البعض في الفهم خاطئ لبعض آيات أو كلمات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية فبعض المفهومات الخاطئة التي يشذ بها فهم بعض الناس، في عصرنا الحديث، وقد تنتشر بين العامة أو لدى البعض منهم تؤدي إلى الكثير من المشكلات التي يواجهها الناس في حياتهم ولا سيما التي تنتج عن الثقافات المشتركة بين الناس في بعض المفاهيم والتفسيرات ، وقدّم أمثلة عديدة على الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية.
وفي سياق آخر شرح الحراسيس معنى الحديث النبوي " إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ فَزَوِّجُوهُ" حيث وضّح الفرق بين الدين والخُلُق و مخاطر عدم الأخذ بالهَدْي الذي يوقع الناس بالمشاكل المستمرة في حياتهم حيث إن الخُلق جزء من الدين والإنسان المتدين لديه أخلاق وقَصَد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يغتر الإنسان بالمظهر الديني لأن الدين عبارة عن شعائر دينية ، فهناك بعض الأشخاص دينهم لا يؤثر بأخلاقهم و رسولنا أكد أن ينتبه الإنسان للدين والخُلق معاً، وعند الزواج يجب السؤال عن الرجل الذي يتقدم لخطبة الفتاة ، أخلاقه ودينه من جميع النواحي.
وأشار إلى أن مفهوم الدين يختلف من أسرة لأسرة ومعياره مختلف من شخص لآخر والخلاف بمفهوم التدين هو الذي يخلق المشاكل بعد الزواج وأن انفتاح الأجيال في عصرنا هو ما يخلق اختلافا في هذا المفهوم.
وتطرق خلال المحاضرة إلى قصص واقعية من أسَرٍ مختلفة الثقافات تعرضت للكثير من المشاكل الأسرية كان سببها اختلاف مفاهيم التدين.
وأشار أيضا إلى مفهوم جديد للطلاق وهو الطلاق المحترم الذي ينتهي برضا الطرفين دون الوقوع بنزاعات فيه يتم احترام الخصوصية والعلاقة التي كانت تربط بين الزوجين ، وفضل الإسلام في الحفاظ على الحياة الزوجية واحترام خصوصيتها وقدّم أمثلة عن صلح الإنسان مع ذاته الذي يعد أهم عامل من عوامل الاستقرار النفسي واستقامة الحياة ،، كما قدم شرحا لمفهوم جَلْد الذات وأثره السلبي على الإنسان وحياته مع محيطه والتي تخلق علاقات سلبية مع الآخرين وذكر أن أهم عامل من عوامل العلاقات الايجابية مع الآخرين ومع نفسه هو أن يعرف الشخص ما يريده وان يحدد هدفا واضحا ليستقيم مع نفسه وغيره ..
وتطرق إلى أهمية فصل قضايا البيت عن المحيط الخارجي وان لا تنعكس مشاكل العمل والظروف الخارجية سلبا داخل محيط الأسرة ،بأن يتفهم كل منا حاجاته وحقوقه وواجباته ، في حين أن الحاجات الإنسانية مهمة للغاية يتطلب تلبيتها وفقا للفهم الصحيح لمفهوم الذات وحدودها .