هل حل مجلس النواب وارد أم من باب التهديد ؟

المدينة نيوز- خاص – داليدا العطي - : السؤال أعلاه لم يأت من فراغ ، ولا يعني أن إقالة الحكومة تعني أنه لا حل للنواب .
كل الرمال في المنطقة متحركة ، والجميع فوق صفيح ساخن ، ولئن كان معروف البخيت بلقائه الأربعاء مع كتلة الوفاق ألمح إلى إمكانية حل مجلس النواب فإن هذا القول ، أو هذه الإمكانية لها تفسيران :
إما أن البخيت لديه معلومات ، وإما أنه يهدد المجلس النيابي ويحضر لجلسة الثقة .
من الممكن أن يصل الأمر بالبخيت إلى التنسيب للملك بحل المجلس وفورا إن أدرك بأن النواب الذي انتفضوا على الرفاعي في آخر أيامه يريدون أن ينفضوا عليه ما علق من غبار الـ 111 ثقة ، ولما كان البخيت رجل دولة ، فإنه يعي المرحلة ، ويدرك بأنه لا مزاح هذا الأوان ، لا مع النواب والأحزاب والقوى الأخرى ولا مع الشارع .. ولذلك فإن خطواته محسوبة تماما ، لكنه يكون مخطئا إن اعتقد بأن ثقل الشارع هو نفسه ثقل النواب ، أو إن ظن بانه يمكن أن تحتوى القضايا بالطريقة التي كانت تحتوى بها ، فزمن البخيت الآن غير زمنه في حكومته الأولى ، لأن تفجيرات الفنادق وحدت الشعب وكان الأردنيون كتلة واحدة وصوتا واحدا ضد ما جرى ، إلا أنهم الآن صوت واحد باتجاه " وجوب " الإصلاح الذي يدعو إليه الملك ، وأي خلل في هذا الواجب والضروري والملح سينعكس على البلد بل وكينونته حتى .
المسافة التي تفصل البخيت عن الرفاعي هي نفس المسافة إن كان الإصلاح شكليا وقشريا وغير ذي بال ، ولا يجوز لرئيس الحكومة المكلف أن يخاف من حجب الثقة أو من مشاكسة النواب ، فيطلق إمكانيات حل المجلس ، بل يجب عليه – وهذا ما هو مؤمل فيه – أن يتحسس نبض الشارع ، فإن قال الشارع : حلوا المجلس ، فيجب حل المجلس .. وإلا فإننا نعود القهقرى من بداية الدرب ، وإن حسن النواب أداءهم ورضي عنهم الشارع فلا يجوز حل المجلس لأنه لا يعجب الحكومة ..
وإذا كان الرفاعي بدأ الخطوة الاولى تجاه الإسلاميين وسمح لهم بانتقاده من على شاشة التلفزيون الرسمي ، ووعدهم بالتنسيق ضمن حدود القانون والدستور ، فإن البخيت الذي انتقده الإسلاميون قبل تشكيلة حكومته الثانية أولى بإتمام ما بدأه الرفاعي ، فأن يكون الإسلاميون على الحياد أولى من أن يكونوا ضد الإصلاح ، وأن يكونوا مع الرئيس المكلف أولى من أن يكونوا ضده ..
هكذا يفعل المحنكون ، ونأمل أن يكون البخيت واحدا منهم .