هل يشبه الأردن تونس ؟

تم نشره السبت 05 شباط / فبراير 2011 01:36 صباحاً
هل يشبه الأردن تونس ؟

المدينة نيوز – خاص – طارق الدلة - : يردد كثيرون بأن الوضع في الأردن شبيه بالوضع في تونس ، بل وإن ما جرى في تونس قد يتكرر في الأردن ..
ولا يخفى على المتابع والمراقب أن مثل هذا التشبيه لا يعدو أن يكون عواء في خواء ولأسباب سنتبينها ..
فإذا استعرضنا ما جرى في تونس من حيث الأسباب والمسببات ، فإن الفرق يظهر ساطعا كون نظام بن علي سيطر على الحكم بالغش والتضليل وتقارير الأطباء وتواقيع بعض القضاة ،فلقد انتقل الرجل من موظف بسيط إلى السلك الدبلوماسي ، ومن ثم إلى دوائر الأمن فالداخلية ، وهنا انطبق عليه المثل " هجين في سلة تين " فبدأ بالحرمنة واللصوصية ، وبدا بالإنخلاع من قيم الشعب ومثله ، وبدأ بحملة تصفية عقدية لكل من يدخل مسجدا أو يطلق لحية أو يحمل مسبحة ، وبدأ أيضا بحملة تصفية سياسية ، وعذب وشرد وجوع واحتكر مصادر الثروة وأقصى المواطن وقمع الصحافة والإعلام عموما واحتكر الحقيقة وجعل على كل مخبر أمن مخبر أمن آخر ليس من باب الحكمة والحنكة الأمنية ، بل من باب مراقبة الصلاة كما تبين في وثيقة نشرتها المدينة نيوز سابقا :

 

أنقر على الرابط التالي

 

http://www.almadenahnews.com/newss/news.php?c=506&id=68614

 

ففاض الكيل بشعب جائع مسلم هو في واد ، وحاكمه وحاشيته في واد ..
غير أن الاردن الذي لا يوجد فيه أي مما ذكر إلا لماما هنا وهناك في قضايا من مثل الفساد والمحسوبية ، فان النظام فيه هو الذي يدعو إلى محاربة الفساد ، وهو الذي يدعو إلى محاربة المحسوبيات ، وهو الذي ينفق ما يقرب من 120 مليون دينار سنويا على المعالجات من غير المؤمنين صحيا ، وقبل هذا وذلك ، فإن النظام في الاردن لم يأت على دبابة ، ولا بتقارير طبية وتواقيع قضاة ، ولم يأت بالتدليس والتبليس ، ولم يراقب المصلين ، ولم ينخلع يوما من قيم الشعب ولا من ثوابت الامة ، ولم يصفّ أحدا سياسيا ، وقدم رأس الحكم إلى الحكم والأردن متخلف في أجهزة الحاسوب ليصبح في غضون سنوات قليلة من اكثر العرب استخداما للأنترنت ، والنظام لم يقمع الإعلام في بلد فيه ما يقرب من 80 موقعا إخباريا وعشرات الصحف والقنوات والإذاعات ، والنظام في الاردن لم يحتكر الحقيقة يوما بل كان في أشد الظروف عداء يستشير ويخلق مجالس للشوري ، والنظام – كذلك – كان وما يزال يحمل لواء الحرية ، وهو النظام ذاته الذي ينشد جنوده في طوابيرهم معنى القدس والعزة ودعوة الحق لدينا وأنشودة : " محمد " " .
كيف يستسيغ عاقل منصف لبيب أن يقول بأن النظام البائد في تونس شبيه بالنظام في الاردن ، وعلى أي أساس ، أللهم إلا من باب الكذب والإفتراء على الله والتاريخ والحقيقة .

وسيفاجأ القراء الأعزاء إن علموا بأن الإسرائيليين دخلوا على خط تشبيه الأردن بتونس بل وبمصر أيضا ، وغدا باليمن كما سنقرأ .. ، ولمن لايعرف عليه مراجعة ما تكتبه الصحافة الإسرائيلية التي تطلق وتدعو إلى هذا التشبيه ، ولأسباب ستتعرفون عليها بعد أسطر ، ولكي لا يقال بأننا نفتري على إسرائيل في هذا الباب ، وأننا نؤمن بنظرية المؤامرة ، نحيل القارئ الكريم إلى الصحافة الإسرائيلة نفسها وما نشرته هاآرتس أمس للكاتب الأجدب يسرائيل هرئيل ، وما ورد في التقرير ننقله حرفيا .. يقول الكاتب :
إن "النار التي بدأت في تونس وانتقلت إلى مصر قد تنتشر إلى شوارع عمان ونابلس وجنين ورام الله "، وأضاف "ستغرق الجماهير الشوارع كما حصل في مصر وتونس وتسقط الحكام .

وأشار إلى أن هذه "النار تسد كل إمكانية للتقدم في مسار السلام .. وإنه حان وقت التفكير من جديد في الأولويات الإستراتيجية لإسرائيل ".

وجاء في المقال أيضا "مصر تصدر الغاز والنفط، وهي الآن تصدر عدم الاستقرار الإقليمي، وقد تعاني إسرائيل إلا إذا استطاعت تحويل الوضع لصالحها "، داعيا ذوي القرار في إسرائيل إلى "التخطيط للحفاظ على إسرائيل الديمقراطية باعتبارها الوطن القومي للشعب اليهودي ".

واعتبر أن "قيام دولة فلسطينية في الاردن قد يزيل الضغط عن إسرائيل من الداخل، بل من الخارج "، وأنه "ينبغي أن نفترض أن النظام الجديد لن يكون صديقا لإسرائيل، لكن جل جهوده ستوجه إلى إنشاء دولة وطنية، وإقرار وضع نظام الحكم، وحل مشكلات اقتصادية ووطنية والحصول على اعتراف وشرعية من بلدان المنطقة والعالم " ) ..
إذن ، فإن انتقال ما جرى في تونس ومصر إلى الأردن هدف إسرائيلي بامتياز ، فهو " يزيل الضغط على إسرائيل " كما يقول الكاتب ، ثم إنه لا بد من الإشارة بان النظام في الأردن ليس كنظام مبارك أو بن علي ، إذ لم يسبق لنا أن شاهدنا الرجلين يتنكران وينزلان إلى الناس والوزارات والدوائر ، ويزوران القرى المنسية النائية زيارات مفاجئة ويعيدان على نفقتهما الخاصة 4500 مواطن علقوا في مطار القاهرة ، ويتبرعان بالدم ويبعثان بالمستشفيات الميدانية إلى غزة المحاصرة البطلة ، و بقوافل الخيرالى الفقراء تباعا ، ويجوبان أقاصي البلدان من أجل جلب المساعدات أو جدولة الديون ، ، ويقيمان الأبنية والإسكانات ويقدمان ما يستطيعان وما هو من فوق طاقتهما من أجل خدمة الشعب والبلد ..
هل مثل هذا النظام يشبه بالنظام في تونس .. أو بالنظام في مصر ؟؟
أهم ما لم نقله في السياق وهو نزر يسير من كل وفير : أنه لا خلاف على القيادة الهاشمية البتة ، وتذكرون ما سبق وقاله المرحوم الملك الحسين ذات يوم ردا على بعض الأشخاص : أنتم العشيرة والعزوة فانتفضت كل شوارع الاردن نصرة لنداء رجل أحبه الأردنيون وستنتفض كل شوارع البلد نصرة للملك الهاشمي الذي ينحدر من أقدس سلالة بشرية ، فعبد الله أبوه الحسين ، ومن منكم ومنا لا يحب الحسين الذي كان المثل الأغلى لوصفي ولهزاع ، ومن منا لا يحب عبد الله الثاني الذي يعتبر تسلمه للحكم بعد أبيه " أسطورة لا يمكن أن تحدث في بلد نام وحق لها أن تدرس في الكليات فلقد مشى الملك الجديد في جنازة أبيه والأردنيون جميعا خلفه ولم يحدث أن قال اي منهم كلمة رفض ..
نفخر بشعبنا وبلدنا وبملكنا الذي نعرف أنه كبر في العشر سنوات الأخيرة من عمره المديد عقودا ، وشاب رأسه وهو في ريعان الشباب فلقد قالها عبد الله يوما : " كان لي عائلة من 5 أشخاص ، وعائلتي الآن 5 ملايين " ..

 

حمى الله الأردن وشعب الأردن وملك الأردن ، وكفانا الله شرور إسرائيل ومخططاتها وشرور الحاسدين والمرجفين الذين لا يتقون الله ببلدهم ووطنهم وباجيالنا القادمة .

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات