"أبواب جهنم فُتحت".. نجاح التعديل الوراثي البشريّ يثير جدلاً أخلاقياً وعلمياً!

المدينة نيوز :- أثار إعلان ولادة أول طفلين معدلين جينياً في العالم "عاصفة أخلاقية"، وانتقادات واسعة، وقد أدانت اللجنة المنظمة للقمة الدولية الثانية لتعديل الجينات البشرية المنعقدة في هونغ كونغ، العالم الصيني "خه جيان كوي" الذي أجرى هذا التعديل الأول من نوعه في تاريخ البشرية، معتبرة أن ما قام به "مقلق للغاية" و"غير مسؤول".
وقال العالم الصيني إنه فخور بعمله، كاشفاً أن هناك متطوعة أخرى للمشاركة في أبحاثه "يُحتمل" أن تكون حبلى.
ما هي هذه التقنية؟
يقول الدكتور "خه جيان كوي"، وهو أستاذ مساعد في الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة شنتشن الصينية، إن الجامعة التي يعمل بها لم تكن على علم بالدراسة، اذ كان عمله بتمويل ذاتي، مقللاً من أهمية المخاوف من أن البحث كان سريّاً، مشيرا إلى أنه تواصل مع الأوساط العلمية على مدى السنوات الثلاث المنصرمة.
وقال خه في تسجيلات مصورة على الإنترنت هذا الأسبوع إنه استخدم تكنولوجيا تعرف باسم (كريسبر-كاس9) لإجراء تعديل جيني على توأمتين مولودتين هذا الشهر.
وأضاف أن التعديل الجيني سيساعد على حماية التوأمتين من الإصابة بفيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز."
وتتيح تكنولوجيا (كريسبر-كاس9) للعلماء قطع ونسخ الحامض النووي الوراثي (دي.إن.إيه) مما يزيد الآمال في إجراء إصلاح جيني للوقاية من الأمراض.
وقال خه إن ثمانية أزواج سجلوا للمشاركة في البحث في بادئ الأمر ثم انسحب أحدها. وتتطلب الدراسة أن يكون الأب مصابا بفيروس (إتش.آي.في) وأن تكون الأم غير مصابة به.
وأضاف أن من الممكن تطبيق نتائجه على ملايين المصابين بالأمراض المتأصلة وأنه سيراقب التوأمتين لمدة 18 عاما ويأمل في أن تتمكنا من البقاء تحت الملاحظة بعد ذلك.
رفضٌ عالميّ
وأثار إعلان العالم الصيني، عاصفة من الاستياء الدولي بشأن أخلاقيات مثل هذه الأبحاث وسلامتها، إذ أدان علماء صينيون هذا العمل، فيما فتحت الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا، التي يعمل فيها جيان كوي أستاذا مساعدا، تحقيقا في الأمر.
وأعرب رئيسا الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم والأكاديمية الوطنية الأميركية للطب عن قلقهما، وقالا في بيان: "تبرز الأحداث في هونغ كونغ هذا الأسبوع بوضوح حاجتنا إلى وضع معايير، ومبادئ أكثر تحديدا تكون محل اتفاق بين المجتمع العلمي الدولي".
وقالت اللجنة الصحية في إقليم قوانغدونغ على موقعها أمس، إنها شكلت فريقا مع مدينة شنتشن للتحقيق في الأمر.
ويعني استشهاد جيان كوي بقواعد بيانات تجارب سريرية أجريت في الصين، أن مستشفى قام بمراجعة أخلاقية المشروع، لكن المستشفى المعني نفى أن لجنة المراجعة الأخلاقية التابعة له اجتمعت لمناقشة هذا العمل.
هذا، ورفضت الحكومة الصينية العمل الذي يقوم به الدكتور خه، وأشار مستشفى على صلة بالأبحاث إلى تزوير موافقته عليها.
وقال نحو 120 عالما في خطاب مفتوح أمس الثلاثاء إن استخدام تكنولوجيا (كريسبر-كاس9) لتعديل جينات الأجنة البشرية محفوف بالمخاطر وغير مبرر. وأضافوا "فُتحت أبواب جهنم".
ودان منظمو القمة الدولية الثانية لتعديل الجينات البشرية المنعقدة في هونغ كونغ الأمر وقالوا في بيان: "حتى لو تم التحقق من هذه التعديلات، فقد كان الإجراء غير مسؤول ولم يمتثل للمعايير الدولية".
ودعا البيان إلى تقييم مستقل لما أعلنه العالم الصيني خه جيان كوي.
المصدر: رويترز-سكاي نيوز-وكالات