ندوة في اربد بعنوان "منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي"

المدينة نيوز :- قال قائد امن اقليم الشمال العميد وائل شقيرات أن الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الانجازات وإنكارها بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد والانخراط الإيجابي والمشاركة البناءة في القضايا الوطنية.
واضاف خلال مشاركته بندوة "منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي" التي نظمتها مديرية شرطة محافظة اربد"الشرطة المجتمعية" بالتعاون مع جامعة اليرموك والمجلس المحلي لمركز أمن المدينة، ضمن مبادرة " فتبينوا" التي اطلقتها مديرية الامن العام بحضور مدير شرطة اربد العميد امجد خريسات، أن المبادرة خرجت من رحم القرآن الكريم، وأشار إليها جلالة الملك في مقالته الأخيرة "منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي".
واكد ان مضامين مقالة جلالته تحفز النقاش البناء حول أولوياتنا وقضايانا الوطنية المهمة المرتكزة على حرية التعبير باعتبارها ضرورة لتعزيز القيم الايجابية وحماية المجتمع من شرور الاشاعات واغتيال الشخصية، وتحكيم العقل والمنطق في تقييم الأخبار والمعلومات، ووضع الحقائق في متناول المواطنين.
وأكد أن مديرية الأمن العام لن تألوا جهدا في تقديم الخدمة المُثلى لأبناء المجتمع والقاطنين على أرض الوطن،ولذلك أطلقت هذه المبادرة التي تتضمن استراتيجية جديدة في مكافحة الجريمة الالكترونية وتداول الأخبار والمعلومات غير الصحيحة،التي تؤدي إلى تدمير وتخريب المجتمعات واستقراراها مع التأكيد على احترام حرية التعبير عن الرأي ما دامت هذه الحرية موضوعية ومنطقية في إطار القانون، وفق بترا .
بدوره اشار نائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق الى حرص الجامعة على مد جسور التعاون مع قيادة امن إقليم الشمال والمجتمع المحلي في محافظة اربد لدعم مبادرة "فتبينوا" المستقاة من قرآننا الكريم للبحث والتدقيق والتثبت في المعلومات قبل نشرها والبناء عليها لافتا إلى أهمية هذه المبادرة في وقتنا الراهن الذي غزت فيه مواقع التواصل الاجتماعي كل بيت أردني واوقعتنا في حالة من الارباك.
وقال الدكتور خلف الطاهات من كلية الاعلام بالجامعة أن هذه المبادرة جاءت بعد ارهاصات ومخاضات أليمة عاشها الشعب الأردني في الآونة الاخيرة من سيول ماعين وضبعة، والخلايا الارهابية في الفحيص وماحص، والتي كانت كفيلة لصانع القرار أن يدق ناقوس الخطر حول نظامنا المعلوماتي وكيفية إدارة الأزمات، مشيدا بآلية عمل جهاز الأمن العام في تمرير المعلومة وتوضيح الأحداث للمواطنين، وأن هذه الالية كفيلة ببناء رأي عام حقيقي ومتماسك.
وأوضح رئيس شعبة بحث جنائي اقليم الشمال العقيد الدكتور رمزي الدبك دور إدارة البحث الجنائي في التعامل مع كل ما يتعلق بنشر الاشاعات والأخبار المغلوطة، وممارسات اغتيال الشخصية، والذم والقدح، والابتزاز، وتحويل مرتكبي هذه الممارسات إلى الجهات القضائية.
ولفت إلى وجود أكثر من 882 قضية مسجلة في فرع الجرائم الالكترونية لإقليم الشمال، وأن أكبر نسبة من هذه القضايا هي قضايا الذم والقدح والابتزاز، مؤكدا ضرورة العودة إلى المصادر السليمة والصحيحة في التعاطي مع المعلومات والأخبار وتداولها، وإلى مبادئ ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا في احترام خصوصية الاخرين وعدم التعدي عليها، واحترام سيادة القانون بحيث نتقي الله في أنفسنا وفي وطننا.
واشار عميد كلية القانون في الجامعة الدكتور لافي درادكة إلى أهمية وجود نصوص قانونية تضبط الجرائم الإلكترونية، ووضع العقوبات الرادعة لها، لافتا إلى ضرورة توعية كافة شرائح المجتمع بتبعات القانون قبل إصداره،لافتا إلى اهمية وحدة مكافحة الجرائم الالكترونية في تتبع وقوع هذه الجرائم والوصول إلى مرتكبيها.
وقال مدير أوقاف اربد الثانية الدكتور مصطفى الخشاشنة أن ديننا الاسلامي أمرنا بتوخي الدقة والتحري في أصل المعلومة قبل تداولها، لافتا إلى الواقع الذي يعيشه مجتمعنا الأردني في سرعة نقل المعلومة ونشرها على نطاق واسع قبل التأكد منها.
واشار رئيس قسم إفتاء اقليم امن الشمال الرائد الدكتور كامل الكساسبة إلى ان التبين والتثبت قبل نقل المعلومات صيانة لكرامة المرء، ووقاية من التهم الكاذبة والاشاعات، لافتا إلى ضرورة الالتزام بالمنهج الاسلامي الشمولي في الاصلاح الاجتماعي والسياسي والتربوي.
وقال رئيس جمعية الوقاية من الجرائم الالكترونية الدكتور أحمد الشوحة أن الاشاعة في الوقت الراهن تعد بمثابة السوق السوداء للمعلومات، موضحا دور الجمعية في نشر الوعي لدى المواطنين بخطر نقل الاشاعة والترويج لها.
وتضمن برنامج الندوة عرض فيلم تعريفي قصير حول مبادرة "فتبينوا"، وقصيدة شعرية للطالبة شذى الدراوشة.