العودة الى المدارس بين قلق الطلبة وحيرة الاهل

المدينة نيوز - تشير كثير من الدراسات والابحاث السيكولوجية والتربوية الى حالات من القلق والحيرة تنتاب طلبة المدارس والجامعات عند عودتهم الى مقاعد الدراسة ما يربك الاهل واطراف العمل التربوي .
ففي الوقت الذي يشعر فيه الطالب الجامعي نزيه بالقلق كلما اقترب موعد الالتحاق بالفصل الدراسي ، ويسيطر عليه شعور بالتوتر لمجرد التفكير بالدراسة والالتزام بالدوام ..
ترى والدته ان العودة إلى الدراسة تنهي حالة الفوضى في المنزل خلال فترة الإجازة خاصة أنها تأتي في فصل الشتاء التي تبقى فيه الأسرة في البيت وتعيش ضمن ظروف روتينية بعكس العطلة الصيفية التي يتم فيها قضاء فترات ترويحية مسلية.
استاذ علم النفس التربوي الدكتور محمد سعود حسين يقول ان العودة للمقاعد الدراسية ترافقها زيادة في التوتر والقلق غير المبرر , وان اختلاف ذلك من شخص لاخر مرده للشخصية التي تخشى إعادة تنظيم الحياة ، وما يرافقها من مسؤوليات وخوف من الفشل وبعض الإخفاقات ، محذرا من ارتفاع مستوى القلق كي لا يتحول إلى خوف .
ويدعو الإدارات التعليمية والمدرسين إلى تحفيز الطلبة وزيادة دافعيتهم الى التعليم وحب المكان بطريقة تتولد لديهم رغبة بالتواجد في مكان الدراسة , كما يدعو المؤسسات المعنية إلى فتح المرافق الترفيهية من صالات رياضية وملاعب ومختبرات حاسوب الى ما بعد ساعات الدوام بصورة تحفز الطلبة على العودة الى المكان وبالتالي تعزز من المعرفة بالمناهج اضافة الى اجراء المباريات بين الطلبة في الإحياء ، واعداد أنشطة اخرى مثل رسم لوحات جدارية تعبر عن مكنوناتهم وتزيد من انتمائهم للمكان .
ويقول استاذ علم الاجتماع الدكتور عزمي منصور ان التوتر الذي يرافق العودة الى المقاعد الدراسية يعود الى التنشئة الاجتماعية التي تكسب الأبناء بعض العادات الخاطئة بشكل غير مقصود مبينا ان النفس البشرية تميل إلى الراحة أكثر من العمل ،وتشكل العودة إلى المقاعد الدراسية التزاما بالوقت ، والدراسة لساعات طويلة تجعل حيز الرحلات اقل ، اضافة الى انخفاض في أوقات الراحة .
ويدعو اهالي الطلبة الى إعادة تهيئة أبنائهم بالتدريج قبل العودة إلى المقاعد الدراسية بأيام من خلال تنظيم حياتهم ، وتحديد ساعات النوم والاستيقاظ ، ليتمكن القائمون على العملية الدراسية سواء في المدرسة أو الجامعة من إتمام عملية التهيئة في الأيام الأولى لبداية الفصل الدراسي وتشجيع الطلبة على الاقبال على الدراسة. ويصف استاذ الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور منذر زيتون حالة القلق لدى الطلبة عند العودة إلى المدارس والجامعات بألامر الطبيعي , بسبب ضغوطات الأهل لزيادة ساعات المتابعة والدراسة على حساب ساعات النوم واللهو التي اعتادوا عليها خلال فترة العطلة.
ويحمّل المؤسسات التربوية مسؤولية تنفير الطلبة من الدراسة ، من خلال ممارسة اساليب صعبة من بينها استخدام نبرات عالية للصوت ، أو وضع حواجز بين المؤسسة التعليمية والطلبة بحيث لا يقتربون منهم للتعرف على حقيقة شعورهم تجاه المادة أو الامتحان أو تجاهه هو شخصيا ، مشيرا إلى أن ذلك يضعف ثقة الطالب بنفسه، ويزيد مخاوفه، بحيث يتصور أن أيام الدراسة كلها أيام توتر وضغط ويتولد لديه شعور بانتظار مضي الوقت وانتهاء فترة الدوام .
ويخاطب المعلمين بقوله أن ما يحتاجه الطالب ليس المعلومة فقط والتي يمكن اخذها بطرق بديلة ومصادر كثيرة ، إنما هو بحاجة إلى ادوات لتشكيل شخصيته ، مطالبا المؤسسات التربوية بتوفير المرشد الاجتماعي والنفسي والمرافق الترفيهية لتخفيف العبء الدراسي.
ويدعو الدكتور زيتون اهالي الطلبة والأسرة التربوية إلى العمل على زيادة ثقة الطلبة بأنفسهم ومعرفة قدراتهم وضرورة تأهيل المعلمين والإدارات التربوية بكيفية التعامل بحزم مع استخدام اساليب الحوار والصراحة مع الطلبة الذين يحتاجون للاحترام والتوجيه ، ليتمكنوا من مد جسور الثقة فيما بينهم.(بترا)