تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة عن عملية اغتيال يحيى عياش

تم نشره الخميس 03rd كانون الثّاني / يناير 2019 07:02 مساءً
تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة عن عملية اغتيال يحيى عياش
يحيي عياش

 المدينة نيوز :- كشف رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" آفي ديختر، تفاصيل جديدة ودقيقة عن عملية اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش في تسعينات القرن الماضي.

وجاء على لسان ديختر في مقابلة إذاعية صباح الخميس، أن التخطيط لعملية الاغتيال استغرق 8 أشهر من العمل الاستخباري الشاق، وعلى مدار الساعة.

وفي التفاصيل، ذكر ديختر الذي شغل في ذلك الوقت منصب قائد المنطقة الجنوبية في الشاباك وهو المسئول المباشر عن عملية التصفية، أنه وقبيل التخطيط لتصفيته عبر جهاز الهاتف النقال، جرى التخطيط لتصفيته عبر جهاز فاكس يمكن أن يستخدمه خلال زياراته لمنطقة شمالي قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي تركز وجوده في منطقة خانيونس، بالنظر إلى تواجد القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف هناك.بحسب ما أوردت وكالة صفا

في حين تم استبعاد العملية بالنظر إلى تعقيدها وعدم معرفة ساعة تواجد عياش في المكان الذي سيدخل إليه جهاز الفاكس، ليجري بعدها طرح فكرة تصفيته بنفس الطريقة التي اشتهر بها عياش وهي هندسة المتفجرات، وجرى التواصل مع عميل قريب من أحد مساعدي عياش، وتم تزويده بجهاز هاتف نقال غير مفخخ ليتعود عليه.

وبحسب ديختر، جرى استبدال الهاتف فيما بعد بهاتف آخر مفخخ بعد تمرير تبريرات وحجج حول استبداله أمام عياش، وبالفعل جرى استبداله وتم الاستعداد للعملية عبر طائرة بدون طيار وأجهزة تحكم عن بعد، وتبين للشاباك من خلال متابعة الهاتف السابق أنه يتحدث مع عائلته في كل يوم جمعة.

وفي إحدى أيام الجمع، بدأ عياش الاتصال مع عائلته، فحاول خبراء التقنية لدى الشاباك إغلاق الدائرة والتسبب بانفجار العبوة الصغيرة المرفقة بالهاتف دون جدوى، فجرى تخفيض ارتفاع الطائرة المسئولة عن العملية فوق الحي الذي تواجد فيه عياش لتحسين الإشارة دون فائدة، فصدم ضباط الشاباك.

وواصل "ديختر" حديثه عن العملية قائلاً إنه جرى استعادة الهاتف النقال بطريقة ما وتم فحصه من جديد ليتبين وجود خلل في بعض مكوناته ما تسبب بتعطيل التفجير، وجرى إصلاحه وإعادته إلى العميل القريب من أحد مساعدي عياش.

وفي نهاية المطاف، وخلال اتصال عياش مع والده في أحد أيام الجمعة، وفي الخامس من كانون الثاني من العام 1996 جرى تفجير الشحنة المتفجرة المتواجدة داخل الهاتف النقال، واستشهد قائد كتائب القسام يحيى عياش، بينما لم يقتنع ضابط الشاباك المسئول عن تشغيل إشارة التفجير باستشهاد عياش بعد تشغيله للشحنة، واعتقد أن خللاً ما أصاب الجهاز لأنه لم يعد يسمع شيئا.

ولفت "ديختر" إلى أنه وفي الوقت الذي نجحت فيه عملية تصفية "عياش"، كانت عملية موازية لتصفية محمد الضيف، ولكنها فشلت، وذلك بعد توفر فرصة لتصفيته بعد تصفية عياش بساعات.

من هو يحيى عياش؟

وولد يحيى عبد اللطيف عياش (الملقب بالمهندس) يوم 6 مارس/آذار 1966 ببلدة رافات غرب مدينة سلفيت بشمال الضفة الغربية.

تلقى تعليمه الابتدائي بمدارس بلدة سلفيت حتى الصف السادس، ثم انتقل إلى مدارس بلدة الزاوية القريبة ودرس المرحلة الإعدادية، وحصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير ممتاز في مدرسة بديا.

ونظرا لتقديره الممتاز في الثانوية العامة تأهل لدراسة الهندسة، فالتحق بجامعة بيرزيت قرب رام الله ودرس الهندسة الكهربائية، فعرف لاحقا بلقب "المهندس".

إضافة إلى الدراسة النظامية درس العلوم الشرعية في سن مبكرة، وحصل على سند في حفظ القرآن الكريم.

ونشط سياسيا أثناء دراسته في الجامعة من خلال الكتلة الإسلامية، التي كانت الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثم التحق بالجناح العسكري للحركة (كتائب القسام).

وبرع في العمل المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات نوعية، مكنته منها خبرته وقدرته العالية على تصنيع المتفجرات بإمكانيات متواضعة، ومن مواد متوفرة في السوق المحلية.

وبدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تترصده وتطارده منذ 1992 بعد العثور على سيارة مفخخة في منطقة تل أبيب، اتهمته بالمسؤولية عنها، ثم اتهمته بالمسؤولية عن عدد من عمليات التفجير التي أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين.

كما اتُّهم بسلسلة تفجيرات استهدفت حافلات إسرائيلية، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل التي حدثت في 15 فبراير/شباط 1994.

ومن أبرز العمليات التي اتُّهم بالوقوف وراءها عملية بسيارة مفخخة في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر بتاريخ 6 أبريل/نيسان 1994، نفذها الفلسطيني رائد زكارنة، رداً على مجزرة المسجد الإبراهيمي، أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين.

كما اتهم بتخطيط عمليتين في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر في 13 أبريل/نيسان 1994، إحداها بتفجير نفذه عمار عمارنة، والأخرى بتفجير حقيبة في موقف للحافلات أدى إلى مقتل سبعة إسرائيليين وجرح العشرات، وعملية تفجير في شارع "ديزنغوف" في تل أبيب نفذها صالح نزال وقتلت 22 إسرائيليا.

ونتيجة للملاحقة المكثفة بالضفة، نقل عياش مركز نشاطه إلى قطاع غزة أواخر عام 1994، كما أعد سلسلة عمليات من هناك نفذها استشهاديون وعمليات تفجير عن بعد.

وقد أعطته هذه العمليات شهرة كبيرة، جعلت بعض الفنانين يستلهمون سيرة حياته في أعمال فنية تروي تجربته، كما وُثِّقَتْ سيرته في كتب بعدة لغات. ويوم استشهد شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، وعمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في فلسطين.

واغتيل يحيى عبد اللطيف عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه بغزة، واتهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز "الشاباك" بتزويده بالهاتف الذي كان يحمل شحنة من المتفجرات.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات