الرئيس اللبناني: ضرب الهوية الجامعة للقدس يؤسس لحروب جديدة وتطهير عرقي

المدينة نيوز :- أكد الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الابعاء" أن التهديدات الإسرائيلية والضغوط المستمرة والحلول الغامضة وما تحمله من صفقات، بالإضافة الى ضرب الهوية الجامعة للأرض المقدسة، عبر اعتماد القدس عاصمة لإسرائيل وإعلان يهوديتها، كلها إشارات منذرة بالخطر، ولا تنهي الحروب القائمة، بل تؤسس لحروب جديدة وتهجير جديد وتطهير عرقي جديد.".
ووقال لدى استقباله اعضاء السلك الديبلوماسي في لبنان ومن ضمنهم القائم باعمال السفارة الاردنية في لبنان وفاء التيم، " إن القدس، المدينة التي تحمل إرث الديانات السماوية، لا يمكن أن تكون مدينة معزولة ومحظورة؛ فالقدس، تحمل جوهرها في إسمها، مدينة السلام، أرض السلام، وما يحميها ليست أسوارها ولا جدرانها. لقد سبق وأحاطتها الأسوار ولفها الجدار عبر التاريخ ولم تتمكن من حمايتها، منذ الملك سليمان حتى اليوم. ما يؤسس للسلام ليس الجدار ولا الأسوار ولا الدبابة ولا الطائرة.الجدار والأسوار تعزل، الطائرة والدبابة تدمران وتقتلان، فهل هذه مقومات السلام؟".
وتوجه الى الأسرة الدولية وقال إن السلام ، إذا كان السلام هو الهدف ،فالسلام لا يقوم بينما تجري الصفقات على حساب اللاجئ الذي طرد من أرضه وسلبت هويته، السلام لا يقوم بضرب الحقوق المشروعة للشعوب، السلام لا يقوم بالتلاعب بالديموغرافيا وتغيير معالم الدول، جغرافيا واجتماعيا، السلام لا يقوم بالإمعان في العنصرية ورفض الآخر، السلام الحقيقي لا يقوم من دون عدالة واحترام حقوق الشعوب الصغيرة قبل الكبيرة والفقيرة قبل الغنية والضعيفة قبل القوية. فمن أجل حقوق مثل تلك الشعوب وجدت المؤسسات الدولية، هكذا تقول مواثيقها، وأي حل لا يقوم على هذه المقاربة يحمل معه انهياره قبل أن يبدأ تطبيقه. السلام يقوم على الاعتراف بالحقوق، ولو كانت مكلفة، وعلى قبول الاخر ولو كان مختلفا. والسلام، إن لم يكن عادلا، يبقى على الورق، ولا ينسحب على الشعوب وبالتالي لا يدوم".
وفي موضوع النازحين السوريين قال "إن لبنان من الدول التي حملت ولما تزل، أثقل الأعباء، من تداعيات حروب الجوار وتدفق النازحين السوريين، ولا يبدو موقف المجتمع الدولي واضحا حيال مسألة العودة، لا بل ما يرشح من مواقف للمؤسسات الدولية لا يبدو مطمئنا، من محاولات ربط العودة بالحل السياسي، الذي قد يطول أمده سنوات وربما عقودا، الى الحديث عن العودة الطوعية مع عدم تشجيع النازح عليها، بل على العكس إثارة قلقه حيالها. وأخيرا الدعوة الصريحة الى إبقاء النازحين في أماكن وجودهم وتأمين العمل لهم، فما هي الحكمة من كل ذلك؟".
وقال"إننا نخشى أن يكون هذا الإصرار على إبقاء النازحين في لبنان، بالرغم من تأكيدنا مرارا وتكرارا في المحافل الدولية، وأمام كل البعثات الدبلوماسية، الضرر الذي يلحقه ذلك بوطننا على مختلف الصعد، وخصوصا الاقتصاد والأمن، وشرحنا الأسباب الموجبة لرفضه، نخشى أن يكون ذلك الإصرار مخططا لتهجير من أمكن من اللبنانيين تسهيلا للحلول الغامضة والمشبوهة التي تلوح في الأفق. وهنا نسأل، هل قدر للبنان أن يدفع أيضا أثمان الحلول والسلام في المنطقة، كما سبق له ودفع أثمان حروبها؟".
(بترا)