الجزائر .. إلى أين ؟

تم نشره الأحد 10 آذار / مارس 2019 01:12 صباحاً
الجزائر .. إلى أين ؟
د.فطين البداد

يأخذ الوضع في الجزائر ابعادا مختلفة تتداخل فيها الخطوط والخيوط في بلد لا يقبل القسمة على اثنين .

الإثنان هما : العسكر والدولة العميقة ، والمصالح الدولية التي خرج اعلان رئيس الأركان الأول ليبث إليهما الطمأنينة ، وبأنه قادر على الإمساك بزمام الأمور في أي وقت يختاره وفي اي فصل يحدده ، محذرا " المغرر بهم " قبل ان يؤكد في بيان لاحق وحدته مع الشعب ، بدون تفسير لمعنى هذه الوحدة .

تطور التظاهرات في الجزائر وازدياد زخمها يوما اثر يوم لا يعني أن الأمر سيحسم لصالح المتظاهرين فورا ، بمعنى : أنه إذا اتخذ القرار واقر الجيش تنفيذ خطابه الثالث الذي اعلن فيه " الوحدة مع الشعب " فإن هذا يعني تأجيل الانتخابات من خلال تفعيل المادة 102 من الدستور ومن ثم تحديد موعد لإجرائها بدون بوتفليقة وبضمانة الجيش نفسه ،حتى وإن كان هذا في معناه الدستوري انقلابا " ابيض " على القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو هنا رئيس مريض مقعد قد لا يكون يعي بالضبط ماذا يجري من حوله ، وعلى كل حال ، فهذا مجرد سيناريو لكون الداخلية أعلنت أن الانتخابات ستجري في موعدها في الثامن عشر من نيسان القادم .. .

وإذا ما استرجعنا ما جرى في بلد افريقي شهد ربيعا عربيا ، فإن ذات السيناريو ربما يتم استنساخه أمريكيا واوروبيا وفرنسيا على وجه التحديد ، فالامريكان لا يريدون أن يغيبوا عن المشهد بالمطلق ، والأوروبيون يريدون الاستقرار اتقاء لموجات الهجرة ، بينما لا يزال الفرنسيون يلعبون في الخفاء ، فمن جهة ، هم مطمئنون للجيش الذي وصلت رسالته اليهم بالقدرة والقوة المطلقة بلا منازع ، وهم في نفس الوقت لا يريدون أن يخسروا مبادئ الجمهورية برغم ما جرى للسترات الصفراء ، فرأيناهم في حالة صمت مريب ، لكن مصالحهم التاريخية في هذا البلد أعمق من ان يديروا لها ظهورهم رغم هتاف المتظاهرين ضدهم في الشوارع ، كما أن هناك شبح مئات آلاف المهاجرين في حال فقدت الجزائر استقرارها ، وهناك الاقتصاد والنفوذ واللغة والخوف من الارهاب .

لم تخرج المطالبات حتى الآن عن إنهاء الولاية الخامسة والبدء بصفحة جديدة للجزائر ، ولكن اية صفحة جديدة يا ترى ..

إننا نتحدث عن بلد السلطة المطلقة ، وخسارة الإمتيازات ليست سهلة ، فدونها ما لا تحمد عقباه ، وهو ما لا يرضاه أحد لهذا البلد العربي العزيز ، بلد المليون شهيد ..الذي نتمنى له السلامة والنجاة والانتصار على كل التحديات الظاهرة منها والباطنة .

د.فطين البداد

المصدر جي بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات