السودان.. "برهان" بين نارين وخيارات مفتوحة

تم نشره السبت 13 نيسان / أبريل 2019 04:06 مساءً
السودان.. "برهان" بين نارين وخيارات مفتوحة
عبد الفتاح برهان

المدينة نيوز :- يترقب السودانيون المعتصمون أمام مقرات الجيش في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، الخطوات المنتظرة لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الجديد عبد الفتاح برهان، عقب ساعات على تعيينه في منصبه مساء الجمعة.

ويرى مراقبون أن الأمور تتسارع باتجاه التصعيد إذا لم يستجب "برهان" لمطالب الشعب، رغم مظاهر القبول والرضا التي بدت مساء الجمعة، عقب تعيينه.

وتتمثل مطالب المحتجين في محاكمة رموز النظام السابق، وتسليم السلطة لحكومة مدنية، وحل هيئات وقوات تتبع للنظام السابق، مثل "الدفاع الشعبي، والأمن الشعبي، والأمن الطلابي"، ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين في الأحداث الأخيرة.

والمعروف أن "البرهان" عسكري لم يُؤطر سياسيا ضمن منظومة حزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا)، وهو رجل نزيه في ظل حكم اتهم أفراده بالفساد، لكن ذلك قد لا يشفع له كونه لم يتخذ خطوة تجاه الشعب.

ولعل ما ساهم في تأخر تبلور رأي واضح حول "برهان"، هو أن الأخير غير معروف إعلاميا، وبعيد عن الأضواء، رغم أن تحالفات المعارضة والمهنيين والمعتصمين، أجمعت على أن ما حدث الجمعة، هو "انقلاب جيد" على "انقلاب سيئ".

ويتضح مما ما سبق، طبيعة الجبهة الأولى التي تواجه الرجل، وهي التحدي الأقوى الماثل أمامه حاليا، وقد يكون لها تأثير في مساره على قمة المجلس العسكري.

ومن المرجح أن تكون استقالة مدير المخابرات والأمن صلاح قوش، السبت، والتي قبلها رئيس المجلس العسكري، "خطوة تمهيدية" لقبول الأخير جماهيريًا.

وقد تكون هذه الاستقالة مرضية للمحتجين والمعتصمين، ولكنها غير كافية لأنهم يطالبون باعتقال "قوش" ومحاكمته، باعتباره مسؤولا عن مقتل عشرات خلال الاحتجاجات، بوصفه مديرا للأمن السوداني.

لكن المؤكد بحسب كثيرين، أن قبول "برهان" لدى قادة الجيش والأمن والمخابرات والدعم السريع، هو العامل الذي أسرع من قرار تعيينه في المنصب.

ويرى مراقبون أن مواجهة الدولة العميقة التي كرسها نظام البشير في السلطة من سياسة التمكين لعناصرها، وقيام مؤسسات كبرى وتنظيمات عسكرية تخضع بالكامل للولاء التنظيمي، ستجعل مهمته صعبة.

يضاف إلى ذلك السيطرة الاقتصادية لشركات حكومية لمؤسسات الدولة من أمن وجيش وشرطة، وكذلك الشركات التي يملكها أفراد الحزب الحاكم، قد تعقّد عمل الرجل في الوقت الراهن.

ويرى البعض أن "برهان" أمام طريقين متوازيين لا يلتقيان، مطالب المحتجين والمعارضة من جهة، وتشبث الإسلاميين والموالين لهم بالسلطة من جهة أخرى.

ويمكن لتقاطع هاتين المجموعتين أن يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء إذا تمسك كل طرف بمطالبه.

فيما يعتقد بعض المراقبين أن الأمر يمكن حله بشكل أكثر سهولة، وهو محاولة الاتفاق على نقاط أساسية تتمثل في تنفيذ بعض البنود التي قد توجد واقعا جديدا يمكن أن يصحبه تغيير شامل في المستقبل.

وذلك من خلال تنازل "تجمع المهنيين" وحلفائه في المعارضة، عن أي نقاط التزمت بمحاولة استقطاب "برهان" لصالحهم في تحقيق قيام حكومة مدنية، يلي ذلك اجتثاث جذور دولة الرئيس المعزول عمر البشير العميقة.

وفي كل تطورات المشهد، لا يغيب دور مهم آخر قد يعجل بـ "برهان" كسابقيه، ولكن بطريقة أخرى، وهو حدوث انقلاب آخر من أطراف داخل الجيش لا علاقة لها بالقيادة المحسوبة على النظام السابق، ورافضة لـ "برهان" وقادة الجيش الذين صعدوا طوال السنوات الماضية على قمة الهرم العسكري بفضل علاقتهم بالنظام,وفق الاناضول .

وبذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا ما ستكشف عنه الساعات القادمة، في سودان يشهد تنازعا شديدا بين أطراف وقوى متنافرة في الأغلب، وأخرى تتلاقى في بعض النقاط وتختلف في أخرى.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات