شاهد : سودانيون يقتحمون قصر عمر البشير

تم نشره الإثنين 15 نيسان / أبريل 2019 10:58 مساءً
شاهد : سودانيون يقتحمون قصر عمر البشير
المتظاهرون السودانيون داخل قصر البشير

المدينة نيوز :-  انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يصور مجموعة من المواطنين يقتحمون مبنى على أنه مقر إقامة الرئيس السوداني المقتلع- وفق تعبير البيان الأول للمجلس العسكري الانقلابي- عمر البشير، والعبث بمحتوياته، والتجول في أرجائه.


 

وتسمع أصوات تندد بساكني البيت الهاربين فيما يهتف أحدهم صارخا" حقنا. حقنا" وينطرح آخر على أحد الأسرة منتشيا، في غرفة متواضعة الأثاث.

مع صعوبة التأكد من صحة الفيديو، وعائدية المبنى إلا أن ما يتم تداوله، لا يتضمن حرقا أو تخريبا أو نهبا، خلافا لما جرى في بلدان أخرى سقطت أنظمتها فنهبت الدهماء المباني والقصور والبنوك والمشافي والبنوك والمصارف وكل ما وقع أمام الأعين الهائجة.

ليس غريبا على الشعب السوداني الطيب الكريم، أن يتصرف بعقلانية، وحكمة في المنعطفات التاريخية فقد قاوم الانتهاكات، والظلم، والعسف بأناة وصبر عجيبين، حتى ظنوه يعيش سباتا عميقا على مدى عقود ضاعت خلالها الثروات في حروب أهلية الى حد الانفصال وذهاب معظم ثروة البلاد النفطية إلى دولة جنوب السودان التي تفشت فيها هي الأخرى آفة الفساد والاقتتال الأهلي ونهب الموازنات وتدني مستويات المعيشة والفقر والفاقة وغياب الحريات.

 أتيح لنا مرتين دخول" القصر الرئاسي" السوداني لإجراء مقابلة مع ساكنه الرئيس السابق عمر البشير.

المبنى المتواضع محاط بحراسة محدودة، ويمكن لمن يضمر شرا أن يقتحمه  بسهولة. كما "اقتحمناه" نحن فريق "RT" دون تفتيش أو تشديد.  

يقول فيودوردوستويفسكي، الكاتب الروسي العظيم، إن البيوت تشبه ساكنيها. ولعل هذه المقولة تنطبق تماما على قصر البشير.

لا يبدو على أثاث المنزل، أو في الأقل صالة الاستقبال، والمرافق الملحقة بها الفخامة والثراء، بل يمكن القول إنها رثة وبألوان غير معتن بها، على العكس من الأناقة المميزة للسودانيين رجالا ونساء باختيار الألوان وتناسقها في الملبس وفِي الحركة الوئيدة المتراخية.

لقد صادف قبل يومين من إجراء المقابلة مع الرئيس البشير، أن حضرنا بالصدفة عرسا سودانيا في أحد البيوت دون معرفة سابقة بأصحاب الحفل. وهذا تقليد في السودان، إذ يمكن لأي عابر سبيل أن يلج البيوت المفتوحة على احتفال أو وليمة أو الإفطار في رمضان.

أدهشنا أن أكثر من مئة شابة وسيدة في العرس، كن يرفلن بألوان زاهية لا تشبه بعضها من الفساتين والأثواب أو "التٌوب" كما ينطقه السودانيون.

التٌوب ملفوف على الأجساد الرشيقة لا يتكرر لا في الخيوط، ولا في التطريز، وليس متشابها في الرسوم ونوعية القماش.

ويعبق الجو بالعطر السوداني المحضر منزليا والمعد خصيصا لليلة الدخلة؛ خلطة من المسك والصندل والقرنفل والمحلب وغيرها من الروائح اللينة.

إنها فلور دي مور، تنسب إلى "بنت السودان" وفِي العراق يسمونها "أم السودان".

أما الوشم على الأقدام والأيادي؛ فإن المرأة السودانية تتفنن في نقشه على الكف والكاحل والزند.

وكأن السودانية تقتدي بأبي العلاء المعري في ديوانه سَقْطُ الزَنْدِ كناية عن عود النار الملهب لخيال الشاعر النبي.

في قصر البشير لم نلحظ مظاهر البذخ. كما أن مساعديه، غاية في البساطة والتواضع ليس بينهم من يرتدي الزي السوداني ويكتفون بملابس أوروبية يلوح عليها القدم.

وكذلك بدلة الرئيس عمر البشير الذي كان يجتمع بزوار في القصر فيما كانت أصوات أطفال ونساء يتسامرن تأتي من الباحة المفتوحة على حديقة ليست كبيرة.

دخل الرئيس إلى الصالة متأخرا بحوالي الساعة عن الموعد المقرر كان، مساعدوه خلالها يعتذرون بأن زوارا طارئين على غير موعد دخلوا على الرئيس.

في هذه الأثناء جرب فريق التصوير مد الأسلاك الكهربائية لتغذية الإنارة. ولم يعثر إلا على مقبس واحد صالح بين المقابيس الكهربائية المركبة منذ سنوات طويلة كما يبدو أسفل جدران الصالة المغبرة بفعل القدم وأغلبها عاطلة.

اعتذر الرئيس عن التأخير وقال باللهجة السودانية المحببة؛؛

"دول جماعة جابيين عندهم غصة وأخروني عليكم".

ألقى نظرة سريعة على ورقة الأسئلة التي أعددناها مسبقا بطلب من السكرتير الصحفي، وكانت في الواقع محاور عامة.

لم ينزعج الرئيس من الأسئلة غير المتفق عليها ولم يعاتبنا مساعدوه لأننا لم نلتزم بالمكتوب.

بدا الرئيس البشير، واثقا في إجاباته، ويعتقد أن المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد، عابرة، ومفتعلة. وأن هبوط سعر الجنيه السوداني يعود إلى استمرار الحصار والعقوبات التي كان يتوهم أنها ستزول.

وأن الجنوب المنفصل سيضطر للعودة إلى أحضان الشمال.

وأن السودان لن يكون رأس حربة في أي تحالف ضد طرف ثالث بما في ذلك ضد إيران.

ونفى أن يكون نظامه يقمع الصحافة، وحرية التعبير، بينما كنا نعلم أن السلطات تلاحق عددا من الصحفيين وتزج بهم في السجن، وتلاحق صحف المعارضة في المحاكم، وتسعى لإسكاتها.

أكد الرئيس البشير أنه حامي التيار الإسلامي في السودان، وأنه لن يسمح بتقليم أظافر الإسلاميين الذين تتهمهم المعارضة بتخريب البلاد وسبي العباد.

وأن حكومة الإنقاذ التي يقودها، أغرقت البلاد في الأزمات، وعزلت السودان عن العالم، وعرضته لشتى العقوبات وأفقرت الشعب وأقفرت الزرع وأهلكت الضرع!!

أبلغنا الرئيس البشير، أنه اطلع على خطط احتلال العراق حين كان في دورة عسكرية بالولايات المتحدة. وعبر عن أسفه لأن نظيره العراقي صدام حسين لم يستمع إلى التحذيرات.

أجاب ضاحكا إنها جزء من تقليد شعبي سوداني.

لم يطلب مساعدوه منا حذفا أو تعديلا في المقابلة.

كانت زيارتنا الأخيرة إلى القصر الرئاسي السوداني، خريف العام 2017 عشية قمة روسية سودانية عقدت بعد أسبوع في منتجع سوتشي,وفق روسيا اليوم .

وأعقبتها بعام تقريبا قمة أخرى. وتسربت معلومات عن أن البشير أبدى لبوتين استعداد السودان لاستضافة قاعدة بحرية روسية؛ ومنح الشركات الروسية امتيازات في التنقيب عن الذهب والمعادن الثمينة الأخرى التي تزخر بها أرض السودان.

روسيا اليوم 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات