سيرين عبد النور.. تلك "الصورة المشوهَّة للإعلامية اللبنانية"!

المدينة نيوز :- يطول الحديث عن "الزحطات" في المسلسلات الرمضانية، ويطول الحديث أيضاً عن "الهيبة - الحصاد"، وعن الرتابة في الأحداث، إلا أنّ المستفز فعلياً في هذا المسلسل هو تكريس الصورة النمطية التي طغت مؤخراً على الإعلام اللبناني، ألا وهي صورة المرأة الجميلة "المودل" التي تصلح لعرض الأزياء أكثر من العمل في هذه المهنة المعروفة بـ"مهنة المتاعب".
سيرين عبد النور من خلال دورها في هذا المسلسل ظهّرت هذه الصورة، وروّجت لها، مع مبالغة من حيث "الروج الأحمر"، الذي لم يفارق شفتيها، والكعب العالي، والماركات التي كانت ترتديها. ولم تكتفِ عبد النور بتجسيد هذه النسخة من الإعلاميات، بل صوّرت أيضاً العلاقات التي تحكم الإعلام اللبناني، والتي تصل إلى تقديم خدمات من نوع آخر لقاء تحقيق الطموح، وهذا ما ظهر بالمسلسل من خلال علاقتها بالسياسي المتزوج الذي يجد بين يديها متنفساً، ومن خلال أيضاً تلميحات المعدّة لبرنامجها، والتي أوصلت رسالة للمشاهد أنّه بمباركة هذا الشخص قطفت الإعلامية نجاحها.
إعلامية الصورة لا المضمون، هو ما جسدته سيرين حتى الحلقة السادسة من المسلسل، إعلامية العلاقات لا العمل هو ما أوصلته إلى المشاهد. فموضوع حلقاتها لا يمر من دون مباركة الداعم الذي اعتدى عليها ضرباً عندما حاولت عرض حلقة لم يوافق عليها. أما العمل والتحضير للحلقة وموضوعها فرأيناه برمته ملقى على عاتق المعدة، بينما هي "أي الإعلامية" لا تأتي إلا ختاماً بشعرها الأسود الطويل، وشفتيها المزمومتين، وكعبها العالي، لتعتلي "شامخة" المسرح الإعلامي وتحصد الشهرة,وفق لبنان 24.
هذه الصورة، تعكس التعميم الذي طغى على الإعلام اللبناني، والذي شجّعته القنوات التي تقدّم الشكل على المضمون، والخدمات على الخبرة، وبين هذه "الخبيصة"، باتت الإعلامية "العادية" على كلّ ما تقدمه من جهد، نموذجاً لا يستحق الترويج له وإيصاله للمشاهد، فهذه الإعلامية في عصر "غرف التجميل" مكانها بعيداً عن الأضواء او على الأقل وراء "جميلة الشاشات".