لماذا الاعتداء على الكوادر الطبية؟

تم نشره الأحد 19 أيّار / مايو 2019 12:38 صباحاً
لماذا الاعتداء على الكوادر الطبية؟
عبدالله المجالي

تتزايد حوادث الاعتداء على الكوادر الطبية في مستشفياتنا الحكومية، وفي كل حادثة تتداعى الجهات المختصة والإعلامية لتسليط الضوء على الحادثة، ثم ما يلبث الموضوع أن ينطوي.
نقابة الأطباء فاض بها الكيل، وأمس اتهم نقيبها وزارة الداخلية بأنها لا تعمل ما يكفي لمعالجة الأمر، فهو يطالب بزيادة الوجود الأمني في المستشفيات لمعالجة الأمر، إلا أن الوزارة وحسب «د.علي العبوس» ترفض تقديم الدعم اللوجستي والرواتب للقوة التي ستحمي المؤسسات الطبية الحكومية!
قد لا يكون زيادة الوجود الأمني هو الحل السحري لحوادث الاعتداء على الأطباء، والحل الجذري هو بالإجابة العلمية بعيدا عن التحيزات المؤسساتية عن السؤال التالي: لماذا يتم الاعتداء على الكوادر الطبية في المؤسسات الحكومية؟ ولماذا تحدث غالبية الاعتداءات إن لم يكن كلها في أقسام الطوارئ؟
وهناك يشكل متلازمة مع السؤال السابق، وهو لماذا لا نشهد اعتداءات على الكوادر الطبية في القطاع الخاص؟
لا شك أن الظروف التي يعمل بها الكادر الطبي في القطاع العام مرهقة بشكل كبير؛ فهناك عدد كبير من المراجعين يقابله إمكانيات ضعيفة سواء من حيث الطاقم العددي أم الأدوات، ما يتسبب أحيانا بتأخير تقديم الخدمة الطبية اللازمة ما قد يثير الغضب لدى المرافقين.
لا يجب أن نغفل بعض قصص الإهمال التي تسببت بحالات وفاة أو مضاعفات خطيرة على المريض، وهذه القصص جعلت هناك ثقافة مجتمعية تترسخ عن ضعف وإهمال القطاع الصحي العام.
عصبية ونرفزة المراجعين يقابلها أحيانا عصبية ونرفزة من الكادر الطبي، دون محاولة استيعاب الوضع.
وجود المرافقين يكون دائما السبب الرئيسي لتفاقم التوتر داخل قسم الطوارئ.
نعود للسؤال الأخير وهو لماذا لا نشهد اعتداءات على الكوادر الطبية في القطاع الخاص؟ ذلك أن فلسفة القطاع الطبي الخاص هي ذاتها فلسفة السوق، فالهدف هو إرضاء الزبون حتى يعود مرة أخرى، والعاملون هناك يعون هذه الفلسفة جيدا، وأن وجودهم في العمل مرهون برضا الزبائن وإقبالهم، ومقابل ذلك هناك حوافز ومكافآت ورواتب خيالية، وهذه الفلسفة غائبة في القطاع العام.

السبيل - السبت 18/مايو/2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات