بانتظار رؤوس فساد كبيرة

تم نشره الخميس 23rd أيّار / مايو 2019 11:36 مساءً
بانتظار رؤوس فساد كبيرة
حسين الرواشدة

اربعة ملفات فساد بين يدي القضاء، المتهمون فيها وزراء سابقون ونواب، وعلى النار ملفات اخرى لمسؤولين كبار، ربما تفاجئنا الايام القليلة القادمة بوقوف بعضهم خلف القضبان، ليأخذوا نصيبهم من «العدالة»، هذه التي اشتاق الاردنيون لرؤيتها تمشي على الارض حقيقة لا مجرد شعارات تحلق في الهواء.
لا يوجد في بلادنا اقبح من الفساد، ولا يوجد خبر يسعد الناس ويطمئنهم اصدق واجمل من كشف الغطاء عن الفاسدين ومحاكمتهم، لا تهم الاسماء هنا، ولا الوطنيات المغشوشة التي كانت مجرد اقنعة يتغطى بها هؤلاء لايهامنا انهم شرفاء ومخلصون، المهم ان نعيد لبلدنا «نظافته»، ولابنائنا حقهم الذي سرقه من سطا على اموالهم واعمارهم ومستقبلهم، والاهم ان تكون محاسبة هؤلاء ومعاقبتهم درسا للاخرين الذين «ولغوا» في المال والامتيازات الحرام او غيرهم ممن «يتشوف» ويفكر في ذلك.
اللهم لا شماتة، فنحن لسنا دعاة انتقام وانما دعاة محاسبة ومعاقبة، ونحن لا نريد أن نقتص من هؤلاء بذاتهم - متى ثبت فسادهم-، ولكننا نريد ان نؤسس لمرحلة جديدة يعلو فيها صوت القانون على كل صوت وتتلاشى فيها قيم «الشطارة» والمحسوبية، وتستيقظ الضمائر التي أقسمت على الاخلاص للبلد فلم تلتزم بالقسم، ويتعلم الآخرون من الدرس ليجتازوا امتحان المسؤولية.

أبشع أنواع الفقر ما كان متزامناً مع الفساد، وأسوأ شعور بالبطالة ما كان مرتبطاً مع المحسوبية والشللية، وفساد التعيين وتفاوت الرواتب، لأنه في غياب «الفساد» وسيادة موازين العدالة والمساواة، يكون الناس «أكثر» قناعة ورضى حتى لو كانوا فقراء.
اذا صحت المعلومات التي وصلتنا، ورأينا بأعيننا قبل هذا العيد «زمرة» جديدة من الفاسدين، عندها سنطمئن باننا وضعنا اقدامنا على الطريق الصحيح من جديد، لكنها ستكون خطوة في طريق طويل، فنحن نعرف ان «مؤسسة» الفساد أصبحت أقوى مما نتوقع، وأوسع مما نظن، ونعرف ان «للفاسدين الكبار» شبكات نفوذا وعلاقات عامة، وحساب ومصالح ممتدة ومعقدة، ولكن ما يشجعنا أننا بدأنا، وان وجود الارادة السياسية، ويقظة عين الرقابة، وفتح أبواب «المساءلة» ورفع موازين العدالة، وكسر حواجز الخوف.. كفيلة بضرب هذه «البؤر» وتطويقها، وكفيلة بإضعاف شبكاتها وردع المتورطين فيها والمتعاملين معها، وكفيلة بتحرير بلدنا «الفقير» من هذا «الطاعون» الذي فتك به وأجهز على مقوماته وكرامة الانسان فيه.
بانتظار القادمين الى منصة العدالة لينالوا عقابهم، سيفتح الناس أعينهم على صورة بلدهم من جديد، وسيكونون أكثر ثقة «بالإصلاح» ودعواته، ولكن أخشى ما اخشاه أن تمر القافلة أمامهم ثم تمضي إلى طريقها.. وتعود إلى «مواقعها» ونكتفي بإعادة ما كنا رددناه: «هي مجرد شبهة فساد فقط « ثم نطوي الصفحة.

الدستور - 

الخميس 23 أيار / مايو 2019.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات