مواجهة كبرى في المنطقة..!

تم نشره الأحد 23rd حزيران / يونيو 2019 12:52 صباحاً
مواجهة كبرى في المنطقة..!
علاء الدين أبو زينة

تقف المنطقة الیوم على أبواب مجھول جدید مع تصاعد التوترات بین الولایات المتحدة وإیران في الخلیج. ومع أن المراقبین یشیرون إلى جملة من العوامل التي تردع الجانبین عن المغامرة بالتصعید إلى حد المواجھة العسكریة المباشرة، فإنھم لا یستبعدون أن یفضي سوء حساب، أو ّرد انفعالي، أو اجتھاد قائد میداني إلى إشعال الحریق. وكان التطور المھم الأخیر ھو الانتقال من الخطاب العدائي والعمل بالوكلاء إلى مواجھة المباشرة تقریباً، مع إسقاط الطائرة الأمیركیة ّ المسیرة، وما قیل عن تراجع ترامب عن الضرب في اللحظة الأخیرة. من الواضح أن كلاً من الطرفین یختبر صبر الآخر ویغامر بفعل أو رد فعل تصعب معرفة إلى أین سیفضي بالضبط، مراھناً في الغالب على تردد الآخر. وقد أثبتت التجربة لجمیع الأطراف أن من السھل بدء حرب –لكن من شبھ المستحیل التحكم بمساراتھا ونھایاتھا، والتنبؤ بأي تداعیات یمكن أن تجلبھا على الإقلیم والعالَم. والعقود الأخیرة تغص بالأمثلة: ما تزال أمیركا متورطة في الحرب الأفغانیة منذ ثمانیة عشر عاماً ولا تعرف كیف تنھیھا؛ وبینما انتھت حرب الثمانینیات بین العراق وإیران في المیدان، فإن تداعیاتھا ما تزال تؤثر بقوة في الإقلیم، وكانت أساسیة في تشكیل السلوك الإیراني الإقلیمي وصعود التطرف العنیف والطائفیة في المنطقة؛ ویمكن تعقب الكثیر من الأحداث الراھنیة إلى حرب صدام في الكویت، التي تتصل بحربھ مع إیران؛ وھناك الحرب اللیبیة التي بدأت في 2011 ولا یستطیع إخمادھا أحد؛ والحرب السوریة التي بدأت في نفس العام وامتصت مختلف القوى الإقلیمیة والعالمیة إلى دوامة الصراع؛ والحرب الیمنیة التي بدأھا التحالف العربي ولم تتوقف الخسائر التي تجلبھا على الجمیع –وتنتمي إلیھا الھجمات الأخیرة على ناقلات النفط في الخلیج والأھداف في السعودیة، كجزء من التصعید الذي نتحدث عنھ بین أمیركا وإیران. الروابط بین ھذه الحروب غیر خافیة، وتحكي بطریقة ما قصة المجنون الذي یرمي حجراً في ُ بئر یعیي العقلاء إخراجھ. لكن المرء قد یتساءل عما إذا كان المدیرون الإمبریالیون الماكرون

في الغرب مجانین حقاً أم أنھم یمسكون بخیوط الأشخاص والأحداث ویستفیدون من الحرائق. ھل ثمة احتمالات لانقطاع بعض الخیوط وفقدان التحكم في العرض –قدوم روسیا بقوة لتنافس ؟ أمیركا على النفوذ في المنطقة، مثلاً یرى بعض أھل المنطقة أنھا لیست لنا مصلحة في نشوب حرب جدیدة مجھولة النتائج في محیطنا النازف. وھناك آخرون قد یفكرون بالحرب كطریقة لإحداث خلخلة عمیقة في الوضع المیؤوس منھ، والسماح ببناء شيء جدید على أنقاضھ. لكن ھذا ”الجدید“ یظل خطراً وینطوي على كل النقائض. مثلاً: قد تؤدي حرب إقلیمیة تشترك فیھا إیران ووكلاؤھا وأمیركا وحلفاؤھا إلى تغییر في الأنظمة المستقرة في المنطقة، في الدول العربیة أو إیران نفسھا. وقد تنجر قوى عالمیة إلى صراع كبیر للدفاع عن مصالحھا وحجز حصصھا من كعكة الإقلیم. ومع أن الكیان الصھیوني ظل داعیاً متحمساً للحرب مع إیران، توقع البعض أن مثل ھذه الحرب قد تزیلھ من الوجود أو تصیبھ بأضرار ھائلة على الأقل، في حال اتخذت الأحداث وجھات غیر متوقعة وتعرض لضربات قویة ضد مفاصلھ الحیویة. بل إن البعض تحدثوا عن احتمال اندلاع حرب عالمیة، أو استخدام أسلحة نوویة تكتیكیة -أو استراتیجیة- یذھب ضحیتھا الملایین. ّ یقدر معلقون أن إیران بلغت درجة من الردع العسكري تجعل أعداءھا مترددین في الاشتباك معھا. ولكن، قد یتبین في المقابل أنھا تبالغ في عرض قوتھا، على طریق صدام حسین عندما َوعد العرب المتحمسین بأن بنات آوى ستأكل الجنود الأمیركیین إذا غامروا بدخول العراق، فقط ُلیحتل بلده في أیام. قد لا تغامر أمیركا بالاشتباك على الأرض، وتكتفي بضربات جویة وصاروخیة وینتھي الأمر بتدمیر القدرات الإیرانیة وخسارة بعض الأرواح الأمیركیة –أو حتى افتدائھم بمواطني الدول الحلیفة. وقد تفاجئ إیران الجمیع بشيء غیر متوقع. الأكید الوحید ھو أن أحداً من أھل المنطقة لن یكون في منأى عن التداعیات التي یخلفھا تصعید رئیسي في المنطقة –ولو كان ذلك في شكل تعمیق الأزمات الاقتصادیة وتحلیق أسعار الطاقة، وبالتالي تفاقم الاضطرابات الاجتماعیة والسیاسیة ونزع الاستقرار. وفي المجمل، یصعب . تصور أي نتیجة سوى المزید من سوء الأوضاع السیئة أصل . 

الغد - السبت 22-6-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات