لماذا اعتذر نتنياهو لحماس؟

تم نشره الثلاثاء 16 تمّوز / يوليو 2019 01:00 صباحاً
لماذا اعتذر نتنياهو لحماس؟
عمر عياصرة

متى كان نتنياهو يعرف الاعتذار؟ متى كان يصف سلوك جنوده بالخطأ؟ متى كان كان يسارع بطلب الوساطة المصرية لمنع التصعيد في غزة؟
كل ذلك كان حقيقة واقعة مارسها بصغار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حين اعلن رعبه من الرد الحمساوي المحتمل على اغتيال الشهيد القسامي محمود الادهم الذي ارتقى برصاصة اسرائيلية على حدود غزة.
الانتخابات الاسرائيلية القادمة بعد شهرين، ليست السبب المقنع الذي يمكننا من خلالها تفسير سلوك الاعتذار، على العكس «اعتذار نتنياهو» تم توظيفه من ليبرمان في المواجهة الانتخابية.
قرار عدم التصعيد، ومن ثم الاعتذار، يعبران بوضوح عن حالة الرعب التي يعيشها المستوى الامني الاسرائيلي من قدرات حماس والجهاد ومقاومة غزة.
طبعا السياق العام لا يمكن انكاره، بمعنى ان المنطقة تعيش برمتها تصعيدا ايرانيا اميركيا غير مسبوق، وتبدو اسرائيل غير متيقنة من قدرتها على مواجهة تداعياتها الكبيرة.
من جهة اخرى، يبدو سلوك الاعتذار غير المعتاد الذي سمعناه من نتنياهو، لم يكن قرارا خاصا بشخصه او بحكومته او ضمن حساباته الخاصة، فالمُتَبدي ان القيادات العسكرية والامنية كانت وراءه وتقف تحت ظلاله القاسية.
اذاً، المستوى الامني والعسكري والسياسي الاسرائيلي متفقون على عدم التصعيد، وهذا يؤكد قيمة سلاح الردع التي تملكه المقاومة في غزة، وتؤكد ان حماس والفصائل المجاهدة باتت رقما صعبا لا يمكن تجاهلها اقليميا ووطنيا.
الزمن يتغير، والاوقات التي كان التفوق فيها لإسرائيل يبدو ناجزا لم يعد حقيقيا، هناك حقائق جديدة، عسكرية وسياسية، ولعل الردع الصاروخي اثبت انه بيضة القبان في كل ذلك.
تجربة غزة تثبت كل يوم انها مشروع قابل للدراسة والتطوير والتصدير، ويكفي ان نعلم ان مستوطنات غلاف غزة بدأ سكانها بالرحيل، وهنا يأتي سؤال: «اين الضفة عن كل ذلك؟».

السبيل - الإثنين 15/يوليو/2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات