الانتفاضات الشعبية تفرض على الغرب نظرة جديدة الى العالم العربي

تم نشره الأحد 06 آذار / مارس 2011 01:00 مساءً
 الانتفاضات الشعبية تفرض على الغرب نظرة جديدة الى العالم العربي

المدينة نيوز -  يرى خبراء ان الانتفاضات وحركات الاحتجاج في العالم العربي ستدفع الدول الغربية الى محاكاة المنطقة بنظرة جديدة تتبنى تطلعات الشعوب الى التغيير والحريات، بديلا عن دعم انظمة متسلطة او غض الطرف عنها لحفظ المصالح.
ويقول خطار ابو دياب الخبير في الشؤون السياسية والاستاذ في جامعة باريس 11 لوكالة فرانس برس "نحن امام انهيار نظام قديم في العالم العربي وبلورة نظام جديد قد يستغرق اسابيع او اشهر او سنوات، لكن هذا التسونامي الديموقراطي الذي انطلق من سيدي بو زيد في تونس لن يتوقف عند حدود معينة".
ويضيف ان "الشباب العربي الذي نزل الى الشارع فرض على الدبلوماسيات الغربية عدم اعتبار الانظمة قدرا نهائيا، وعدم اعطاء الاولوية للمصالح الاقتصادية والنفعية بل الاستماع الى الشعوب والمعارضات".
ويوضح ان "الهاجس بالنسبة الى الولايات المتحدة والدول الاوروبية في علاقاتها مع الدول العربية كان الاستقرار لا سيما بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 وبروز خطر الارهاب الذي اعطى صدقية للمخاوف الغربية".
ويقول مدير مركز كارنيغي - الشرق الاوسط للدراسات بول سالم ان "الانظمة العربية اقنعت الغربيين بان التطرف الاسلامي هو البديل اذا رحلت هي، لكن تبين ان هذا غير صحيح".
ويتابع "دخل الاسلاميون الثورات بعد انطلاقها لكنها ليست ثوراتهم لا تنظيما ولا شعارات، وهم مدركون لذلك".
ويضيف ان الاسلاميين "سيطروا خلال السنوات الثلاثين الاخيرة على الوعي العام بشعاراتهم الدينية (...)، لكن تبين ان الشعب يريد امورا اخرى: يريد الحرية والحداثة، يريد التنوع والديموقراطية".
في "ثورة الياسمين" في تونس و"ثورة 25 كانون الثاني/يناير" المصرية وفي كل الاحتجاجات التي تعم العالم العربي، تحرك الشارع المحبط والمهمش والساعي الى الحقوق بدفع من شبان وشابات منفتحين على التقنيات الحديثة ورافضين للفساد ومطالبين بفرص عمل وبالحريات.
ويأخذ الكثير من الناشطين والمثقفين في الدول الغربية على حكوماتهم سوء تقديرها لا سيما في الاسابيع الاولى للانتفاضات، للتغيير الذي يشق طريقه في الدول العربية، وترددها او تأخرها في تأييد مطالب الشعوب خوفا على علاقاتها المميزة مع قادة هذه الدول.
وتوضح الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط أنياس لوفالوا صاحبة كتاب "الشرق الاوسط، دليل الاستعمال"، لفرانس برس ان التحركات الشعبية العربية "احدثت مفاجأة قوية على مستوى الحكومات الغربية التي كانت تنظر الى العالم العربي من خلال عدستين: مكافحة التطرف الاسلامي ومكافحة الهجرة غير القانونية".
وترى ان هذه النظرة "حجبت الرؤية عن قادة الغرب الذين حصروا حوارهم مع المسؤولين السياسيين لضبط الهجرة والتطرف ولم يلمسوا التغيير الحاصل في المجتمعات على الضفة الجنوبية للمتوسط، لا سيما بين الشباب".
واذا كانت عواصم مثل واشنطن وباريس استدركت ارباك الاسابيع الاولى واتخذت مواقف اكثر حزما لجهة رفض العنف والمطالبة بالاستماع الى صوت الشعب، وصولا الى دعوة القادة وآخرهم العقيد الليبي معمر القذافي، الى الرحيل، فان علاقاتها مع الديموقراطيات الناشئة في مرحلة ما بعد الثورات لا تزال غير واضحة.
وتقول لوفالوا "يجب ان يقبل الغرب حقيقة ان هذا العالم تغير وان محادثيه التقليديين لم يعودوا مقبولين ومحترمين في مجتمعاتهم".
وتضيف "بالتالي لا بد من اقامة حوار مع محادثين جدد ومع المجتمع المدني، والعمل معهم بجدية من اجل اعادة الثقة المفقودة وتحقيق تبادل متوازن مع شركاء حقيقيين".
وهي ترى ان "المشكلة الآن تكمن في معرفة من هم هؤلاء المحاورون الجدد".
واثار محللون احتمال وصول الاسلاميين الى السلطة في دول مارست القمع لعقود طويلة ضدهم الا ان كثيرين يعتبرون ان النزعة الى الديموقراطية ستجرف في طريقها كل تطرف.
ويقول سالم "تبين ان الشعب اوسع بكثير من التيار الاسلامي، ولو ان هذا الاخير هو اكبر تيار منظم واكبر كتلة منفردة في المرحلة الحالية، وسيجد له مكانا من دون شك في اي انتخابات ديموقراطية مقبلة بحجم محدد. غير ان هذه الثورات هي افول لمرحلة صعود الاسلام السياسي. لقد سبقه الزمن والشعب".
ويشير سالم الى ان من اهم الاعتبارات التي سيبني عليها الغرب في المرحلة المقبلة سياسته سيكون الموقف من اسرائيل ةالنفط والحفاظ على مصالح الشركات الاوروبية والاميركية العاملة في الدول النفطية.
ويقول "موضوع النفط مهم، لكن الموضوع الاسرائيلي في مصر اهم من النفط الليبي مثلا. ففي مصر، ستكون واشنطن محبذة لاي نظام لا يكسر معاهدة السلام مع اسرائيل".
ويشدد خطار ابو دياب من جهته على ضرورة ان يتعاطى الغرب في المرحلة المقبلة مع الدول العربية على قاعدة المساواة والعدالة لا سيما في ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي.
ويقول "ثبت ان كل هذه الثورات والانتفاضات غير ايديولوجية وتسعى فقط الى الكرامة كما الى الحرية والخبز والعدالة الاجتماعية".
ويضيف "الا ان مدى صلابة التحولات يكمن ايضا في انتاج مشهد اقليمي جديد اكثر استقرارا وعدالة ومن ضمنه اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة".
ورأى ان "ذلك سينزع الكثير من الصواعق المستقبلية حيال هذا الشرق الاوسط المتفجر".  (ا ف ب)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات