الفرصة الأخيرة

تم نشره الإثنين 02nd أيلول / سبتمبر 2019 12:46 صباحاً
الفرصة الأخيرة
جهاد المنسي

قد تكون الحكومة أمام فرصتها الاخيرة لتثبت قولا وفعلا نجاحها في مساعيها لتحفيز الاقتصاد، وعكس ذلك التحفيز في موازنتها العامة عن السنة المالية 2020 والتي يتوقع ان تكون قد باشرت في إعدادها لتقديمها لمجلس الأمة لإقرارها في الدورة العادية الرابعة في حال لم يتم حل مجلس النواب.
وقد تكون الحكومة معنية للدخول في مراجعة جادة وحقيقية وملموسة لكل الإجراءات التي تم اتخاذها وقراءة الأثر المالي الذي نتج عن تلك السياسات، وكذلك دراسة الواقع الاجتماعي في البلاد والذي بات يئن بشكل واضح تحت وطأة الفقر والعوز، والبطالة، ولذا فإن إشاحة الوجه عن الوضع الحالي وعدم ملامسته، ومهاجمة كل طرف اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي يؤشر لذلك، لا يفيد إطلاقا.
زيارة جلالة الملك الاخيرة لرئاسة الوزراء وحديث جلالته مع وزراء حكومته، فتحت بابا واسعا أمام الرأي العام لتكهنات مختلفة وتوقعات متباينة، فهناك من دفع باتجاه قرب رحيل الحكومة، وهناك من ذهب باتجاه منحها فرصة جديدة مع إمكانية إجراء تعديلات جراحية سريعة عليها وإخراج وزراء وإحلال بديل عنهم لهدف تسريع مرحلة النهضة التي وعدتنا الحكومة بها، وجعل المواطن يلمس ذلك بشكل مباشر.
قد يكون السيناريو الأقرب هو منح الحكومة فرصتها الأخيرة قبل النهاية بدقائق، وتركها خلال تلك الفترة لجهة إعادة ترتيب صفوفها ومحاولة تحقيق نقاط تمنحها فرصة بقاء اطول، لاسيما وان فرصتها الاخيرة لن تكون طويلة ابدا، وربما سيكون عليها إعادة تقديم كشف حسابها قبل نهاية العام، وفي تلك الحالة سيتم التقييم أن كانت نجحت في تحقيق نقاط لصالحها أم لا؟!، فإن نجحت يمكن أن تطول فترة بقائها في الرابع حتى نهاية عمر مجلس النواب الدستوري، وعكس ذلك سيكون عليها لملمة أوراقها والرحيل، وهنا يمكن أن يرحل معها مجلس النواب ايضا.
بطبيعة الحال فإنني هنا لا أفترض ما تفترضه صفحات التواصل الاجتماعي بشأن الحكومة، وما يتوقعه أصحاب تلك الصفحات من تكهنات أغلبها افتراضية لا تقوم على معلومة مؤكدة بقدر اعتمادها على رغبات هذا وذاك، وانما الاعتماد على ما جاء في كلام جلالة الملك للحكومة، وكلام جلالته كان محددا والملاحظات واضحة.
الحكومة إن أرادت ان تحصل على فترة اطول من شوط إضافي، وتؤمن استمرارها حتى نهاية عمر مجلس النواب، عليها ترتيب اوضاعها وإعادة النظر بكل معوقات التطور والنهوض التي اعترضت طريقها خلال المرحلة الماضية، ونزع كل اشكال التأزيم التي ساهم فيها وزراء ومسؤولون حكوميون، ووضع بعض النقاط على حروف القلق التي أثيرت حول قدرتها على الاستمرار وتحقيق تطلعات الملك والشعب.
هذا يتطلب جرأة حكومية لمعالجة كل الامور، وإغلاق ابواب الريح التي جعلت الحكومة تقف في مهبها دون ان يكون بمقدورها الابتعاد عنها، ووضع النقاط على الحروف وخاصة ما تعلق بالمال العام وبواطن الفساد والافساد، والذهاب لتطبيق مواد القانون على الصغير والكبير، ووضع لبنة لبداية طريق دولة المؤسسات والقانون والمواطنة والتعامل مع القانون دون أخذ خاطر لهذا او ذاك، وإطلاق الحريات العامة وسراح أي معتقل سياسي، وإعادة النظر بكل ما يتعلق بتأخير العبور باتجاه الإصلاح والدولة الحضارية المدنية، إذ لا يمكن أن نبقى في هذا الوقت ندور في المنطقة الرمادية دون ان نستطيع ان نخط طريقنا التي تحدثنا عنها وبشرنا بها قبل اكثر من 30 عاما إبان التحول الديمقراطي الذي بدأ في العام 1989، دون ان نستطيع ان نقطع شوطا مقنعا حتى اليوم باتجاه تأسيس دولة المؤسسات والقانون بعيدا عن الجهوية والعنصرية والشللية، والافكار المتحجرة التي لا تفيد سوى إرجاعنا للوراء، بطبيعة الحال فإن الحكومة لا تملك ترف الوقت، وإن لم تستطع إغلاق ملفاتها والعمل سريعا فإنها ستجد نفسها بدون سابق إنذار خارج أسوار الرابع حتى دون فترة انتظار او فرصة أخيرة.

الغد - الاحد 1-9-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات